جرائم المليشيات الحوثية في الضالع تؤدي إلى كارثة وبائية
على مدار أكثر من عامين يواجه أبناء الجنوب جرائم المليشيات الحوثية الإرهابية على حدود محافظة الضالع، في ظل استمرار عمليات التصعيد العسكري بين الحين والآخر، الأمر الذي كان له انعكاسات سلبية على الأوضاع المعيشية والصحية والاجتماعية في المحافظة وتسبب في كارثة وبائية في ظل الإمكانيات المحدودة للمراكز الصحية.
تمكنت القوات المسلحة الجنوبية من تحقيق انتصارات عديدة على المليشيات الحوثية الإرهابية وهو ما دفع العناصر المدعومة من إيران إلى استهداف المدنيين والأطفال في المحافظة، باعتبار أن ذلك الطريقة الأسهل لإيقاع الخسائر في صفوف أبناء الجنوب الذين يقدمون كل الدعم لقواتهم المسلحة ولا يتوقفون عن رفع روحهم المعنوية في مواجهة إرهاب الحوثي.
لكن نظرا لاستمرار المعارك لفترات طويلة تخلت المنظمات الأممية العاملة في مجال الأعمال الإغاثية عن أدوارها ولم يعد لديها حضور تقريبا على المستوى الإغاثي والإنساني، وتركت فجوة كبيرة حاولت الوحدات المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بإمكانياتها الضعيفة التعامل معها، غير أن الأمر يبدو أنه بحاجة إلى تكثيف القوافل الإغاثية للمواطنين الأبرياء في المحافظة.
يرى مراقبون أن محافظة الضالع قدمت أروع الأمثلة على مواجهة المليشيات الحوثية بعد أن استطاعت الصمود أمام تصعيدها العسكري الذي لا يتوقف تقريبا على مدار السنوات الماضية، وأن ذلك كان مثار استهجان من قبل الشرعية الإخوانية التي ضيقت الخناق على المحافظة لدعم العناصر الحوثية، ولم تهتم بتقديم الخدمات اليومية التي يحتاجها المواطنون في المحافظة.
ولعل ضبط القوات المسلحة الجنوبية بعض العناصر المحسوبين على الشرعية الذين كانوا يقاتلون في صفوف المليشيات الحوثية أكبر دليل على استهداف الشرعية الإخوانية للمحافظة التي تفضح خستهم وندالتهم في محافظات الشمال التي سلموها إلى المليشيات الحوثية.
وتدهورت الأوضاع الصحية في مديرية حجر بمحافظة الضالع، مع تزايد الحالات الوبائية لتصل إلى 80 حالة يوميًا في ظل محدودية إمكانيات المركز الصحي، وحذرت مصادر محلية من تداعيات إغلاق المركز الصحي نتيجة عجزه عن مواجهة الوضع الصحي المتأزم، مؤكدة أنه يفتقد إلى أبسط الأدوية.
وشكا مواطنون من غياب الجهود الإغاثية للمنظمات الدولية في المديرية المنكوبة بأزمة إنسانية طاحنة، انعكست على واقعها المعيشي والاقتصادي والصحي بعد عامين من عدوان مليشيا الحوثي الإرهابية، مشيرة إلى أن الأوبئة والجوع والبرد يفتكون بالأطفال.
وقبل أيام قنص عنصر بمليشيا الحوثي الإرهابية، طفلًا في وادي بتار شمالي الضالع، وبحسب مصادر محلية مطلعة، فقد أصيب الطفل عبدالجبار شلال (12 عامًا)، بعيار ناري أطلقه قناصة بالمليشيا المدعومة من إيران، خلال تواجد الطفل بمزرعة أسرته.
هذه الجريمة الغادرة ليست بالجديدة على المليشيات الحوثية التي تملك باعًا طويلة في استهداف الأبرياء لا سيّما الأطفال الذين طالتهم يد الغدر الحوثية على صعيد واسع، الأمر الذي كان له نتائج سلبية على الأوضاع المعيشية بوجه عام.