في سقطرى.. يد تبني ويد تحمل السلاح
"يد تبني ويد تحمل السلاح".. تلك المقولة تتجسد على أرض الواقع في محافظة سقطرى، في ظل التنسيق المشترك بين القوات المسلحة الجنوبية التي تؤمن الأرخبيل وتحصنه من أي محاولات تستهدف زعزعة استقراره، وبين مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد وغيرها من المؤسسات الإماراتية العاملة في المجال الإنساني والإغاثي والتي لديها أدوار تنموية مهمة في مجالات مختلفة.
استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي أن يؤمن أرخبيل سقطرى من شرور مليشيات الإخوان وأحبط محاولات قوى معادية في القلب منها تركيا من إيجاد موطئ قدم لها في الأرخبيل الذي كان قاب قوسين أو أدنى من أن يصبح مستعمرة تركية لولا تدخل القوات الجنوبية في الوقت المناسب، ومنذ أن تم تطهيره من العناصر الإرهابية يمر الأرخبيل بحالة من الهدوء والاستقرار الأمني.
تعمل القوات المسلحة الجنوبية على تطوير مهارات عناصرها وقدراتهم العسكرية لمجابهة أي أخطار في المحافظة التي عادت مجددا لهدوئها، وبين الحين والآخر تنظم القوات الجنوبية عروضا عسكرية للتأكيد على قدرتها على مجابهة أي تهديد، بل إنها تنظم دورات تدريبية بالأسلحة والذخيرة بشكل متتالٍ لتجهيز قواتها.
شهد قادة اللواء الأول مشاة بحري بمحافظة سقطرى أمس الأول السبت؛ تدريبات خريجي الدفعة الأولى مستجدين بالذخيرة الحية، وحقق المتدربون في اليوم الأول من التدريبات التي تستمر لنهاية الأسبوع، معدلات جيدة في إصابة الأهداف.
وطالب أركان حرب اللواء العميد محسن حسن حمود المتدربين بالاستفادة القصوى من التدريبات، مشيرا إلى ضرورة أن يمثلوا رافدًا قويًا للمؤسسة العسكرية الجنوبية.
واصل اللواء الأول مشاة، اليوم الاثنين، تدريبات الرماية بالذخيرة الحية، مع انضمام المستجدين من كتيبتي الدفاع الجوى والتأمين، ودخلت التدريبات المكثفة يومها الثالث تحت إشراف أركان حرب اللواء الأول مشاة بحري بسقطرى العميد محسن حسن حمود ورئيس عمليات اللواء العميد علي ناصر العوش، لتقييم مهارات المستجدين وقدراتهم في الرماية.
وشددا على أن هذه الدفعة من ستعزز القوة البشرية والقتالية للواء من أجل حماية الجزيرة إلى جانب زملائهم ضد محاولات زعزعة أمن وسلامة المحافظة، وأشادا بقدرات المستجدين من الدفعة الأولى وحثوهم على الانضباط العسكري والقتالي، كجزء لا يتجزأ من قوام اللواء.
وعلى الجانب الآخر فإن دولة الإمارات العربية المتحدة لم تدخر جهدا تجاه عملية تنمية الأرخبيل ودفعت باتجاه تكثيف المشروعات العمرانية والخدمية في مجالات خدمية مختلفة، وهو ما انعكس على تحسن الأوضاع في الأرخبيل بشكل كبير خلال الأشهر القليلة الماضية.
شهدت منطقة شوعب في مديرية قلنسية وعبدالكوري، بمحافظة سقطرى، أمس الأحد، فرحة شعبية مع افتتاح مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية مركز الشيخ زايد الصحي، بمشاركة السلطان علي عيسى آل عفرار، رئيس لجنة التنمية التابعة للمؤسسة.
ويعد مركز الشيخ زايد الصحي في شوعب - الذي يضم أقساما متعددة منها غرفة المعاينة وقسم الترقيد وصيدلية وسكن الأطباء ومحطة طاقة شمسية - أحد فروع مستشفى خليفة بسقطرى.
وتواصل دولة الإمارات العربية المتحدة، مبادراتها الإنسانية، في أرخبيل سقطرى، للتخفيف من معاناة السكان من غياب المرافق والخدمات، عبر أنشطة مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية، ونجحت جهود المؤسسة الإغاثية الإماراتية في تطوير مركز شوعب الصحي، والقضاء على مظاهر الأهمال التي طالته لسنوات، بدعمه وتمويله على نفقتها.
وكذلك شهدت مديرية قلنسية في محافظة سقطرى، أمس الأحد، افتتاح مسجد عبيد خميس السويدي، بعد إعادة تأهيله بمبادرة من مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية.
وتكفلت المؤسسة الإماراتية الإغاثية بجميع نفقات إعادة ترميم وتأهيل المسجد تحت إشرافها، وكشف المقاول مازن صالح عن إنجاز أعمال ترميم المسجد في غضون 40 يومًا، موضحًا أن هناك خطة للمنظمة تسعى إلى تأهيل مجموعة من المساجد لتهيئة الأجواء للمصلين.
كما واصلت الفرق الهندسية لشركة ديكسم باور وتكنولوجيا المياه التابعة لمؤسسة الشيخ خليفة بن زايد، أعمال الصيانة الدورية لخطوط ومحولات الكهرباء في عدد من أحياء مدينة حديبو بمحافظة أرخبيل سقطرى.
وتشمل أعمال الصيانة، استبدال لوحات الكهرباء القديمة بلوحات جديدة ذات سعة كبيرة، تُغطي احتياجات الأحياء من الطاقة.
وسرعت الشركة من أعمالها لعلاج مشكلة ضعف التيار الكهربائي في بعض الحارات والأحياء والمناطق، حيث تهدف عملية الصيانة إلى تحسين مستوى الخدمة بمختلف المناطق خلال فصل الصيف.