الحوثيون وقصف المزارع.. رقعة خضراء طالها الكثير من الإرهاب
يظل قطاع الزراعة عنوانًا لاستهداف واسع النطاق تمارسه المليشيات الحوثية بشكل متصاعد، على نحوٍ يُكبّد السكان كلفةً لا تُطاق على الإطلاق.
وفي أحدث الجرائم الحوثية في هذا الصدد، قصفت المليشيات الإرهابية المدعومة من إيران، مزارع السكان في مديرية التحيتا بقذائف مدفعية الهاون الثقيلة.
وبحسب مصدر محلي مطلع، فإنّ المليشيات الحوثية هاجمت مزارع السكان الواقعة غرب جنوب التحيتا، بقذائف مدفعية الهاون عيار 120، بصورة همجية، ما تسبب بخسائر بالمحاصيل الزراعية.
هذا الهجوم الحوثي يُضاف إلى سلسلة طويلة من الخروقات التي ارتكبتها المليشيات للهدنة الأممية، حيث بلغت خروقات المليشيات في شهر يناير الماضي أربعة آلاف و445 خرقًا، شملت قصف منشآت تجارية، وأعيان مدنية، ومنازل، وراح ضحيتها مدنيون.
القطاع الزراعي طالته الكثير من الأعباء من جرّاء الإرهاب الفتاك الذي ارتكبته المليشيات الحوثية الإرهابية الموالية لإيران، وتمثّل أحد صنوف هذا الإجرام في عمليات قصف المزارع وإتلافها.
الحرب الحوثية القائمة منذ صيف 2014 أدّت إلى تدهور القطاع الزراعي بشكل كبير للغاية، وسط تراجع ملحوظ في المساحات الزراعية، وتراجع الإنتاج في شتى أنواع المحاصيل.
وبلغت خسائر القطاع الزراعي بمليارات الدولارات، ومع استمرار الحرب أدى توقف إنتاج النفط وانعدام الوقود وخاصة مادة الديزل، إلى جفاف وموت مساحات شاسعة من الحقول الزراعية، وفق تقارير أممية.
الإرهاب الحوثي الذي دمّر القطاع الزراعي أحدث نقصًا حادًا في السلع الغذائية، كما أدّى إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار السلع المتاحة التي تشهد في الأساس نقصًا كميًّا ملحوظًا.
فضلًا عن ذلك، فإنّ الحرب الحوثية الراهنة وهي تدمر القطاع الزراعي فإنّها أثّرت على القوى العاملة في هذا المجال بشكل كبير، لا سيّما أنّ هذا القطاع كان مسؤولًا عن 15% من الناتج المحلي، لكن بسبب الحرب انخفضت حصة الزراعة من الناتج المحلي، ما هدّد حياة ملايين الأسر.
المعاناة التي تكبّدتها قطاعات عريضة من السكان يمكن القول إنّها لعبت دورًا رئيسيًّا ومباشرًا في تكبيدهم معاناة إنسانية شديدة البشاعة، تستدعي ضرورة التدخل من قِبل المجتمع الدولي للتصدي لهذه الأعباء.