أزمة كهرباء.. إرهاب إخواني لخنق الجنوبيين وإلهاء الانتقالي
يبدو أنّ العاصمة عدن في طريقها إلى مزيدٍ من التؤزم المعيشي، لا سيّما في ظل الانقطاع المستمر للكهرباء، في أزمة مخيفة تتجه نحو مزيد من التعقيدات في المرحلة المقبلة.
الحديث عن أزمة نقص حادة في المشتقات النفطية تلوح بالعاصمة عدن، ما يُمثّل تهديدًا لاستقرار محطات الكهرباء، وفق مصادر عمالية في مصافي عدن حذّرت من الوضع التمويني للوقود بمحطات الكهرباء، مؤكدة أنه غير مطمئن ويبعث على القلق.
المصادر تحدّثت عن احتمالية غرق العاصمة عدن في موجة انطفاءات تمتد إلى عدة أيام، بدون تدخل فوري لتأمين إمدادات إسعافية من مادتي الديزل والمازوت.
وبحسب المصادر، فإنّ مخزون المصفاة يكفي احتياجات التشغيل لسبعة أيام فقط ويوشك على النفاد.
يأتي هذا فيما رجّحت انهيار شبكة الكهرباء في العاصمة عدن، موضحة أن إجراءات تأمين أي شحنة وقود تستغرق أكثر من عشرة أيام بين فترة نقلها بحرًا وإصدار تصاريح الدخول والتحويلات والفحص الصحي وغيرها.
هذه المعلومات الخطيرة تعني أنّ العاصمة عدن تتجه نحو مزيدٍ من الصعوبات والأعباء على المواطنين لا سيّما بالنظر إلى مدى حيوية قطاع الكهرباء وحجم صعوبات التلاعب بهذا القطاع.
ويمكن القول إنّ مواطني عدن يدفعون ثمن النفوذ الإخواني المخترق لقطاعات إدارية في الجنوب بشكل كبير، وهو ما صنع الكثير من الأعباء في القطاعات التي تمس الحياة اليومية بالمواطنين.
وبات واضحًا أنّ نظام الشرعية يحاول إغراق الجنوب وفي القلب من العاصمة عدن بالكثير من الأزمات المعيشية في محاولة خبيثة ترمي إلى صناعة فوضى مجتمعية شاملة تتيح لهذا الفصيل تمادي نفوذه في الجنوب.
إدراج عدن على قائمة الاستهداف الخبيث من قِبل نظام الشرعية أمرٌ يبرهن على أنّ العاصمة تظل هي الكعكة الأكبر التي يسعى نظام الشرعية لفرض سطوته الغاشمة عليها، وهو ما يمثّل ضربة قوية لاستقرار الجنوب.
في الوقت نفسه، فإنّه نظام الشرعية يحاول من خلال التمادي في صناعة هذه الأزمات إلهاء القيادة الجنوبية المتمثلة في المجلس الانتقالي في قضايا فرعية بالنظر إلى أنّ قضية الجنوب الرئيسية والحيوية والجوهرية والاستراتيجية وهي استعادة الدولة وفك الارتباط.
استنادًا إلى ذلك، فإنّ المرحلة المقبلة تستلزم ممارسة أكبر قدر من الضغوط والجهود من أجل استئصال النفوذ الإخواني من الجنوب بشكل كامل، وأن يُمنَح الجنوبيون حق إدارة أراضيهم ومؤسساتهم وقطاعاتهم بأنفسهم.