سلام بايدن في اليمن.. هل يُنهي الإرهاب الحوثي؟

الجمعة 5 فبراير 2021 17:59:00
testus -US

رأي المشهد العربي

تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن بلهجة حادة، أمس الخميس، عن ضرورة إنهاء الحرب في اليمن وشدد على أهمية الوصول إلى سلام شامل يُنهي الأزمة الراهنة، لكن خطابه لم يتطرق إلى جرائم المليشيات الحوثية ومدى إمكانية معاقبتها على ما ارتكبته من جرائم بحق ملايين الأبرياء باعتبار أنها الطرف الذي بدأ الحرب، وكذلك فإنه لم يتحدث عن آليات إنهاء الإرهاب الحوثي الذي يهدد الأمن والسلام الدوليين.

أعلنت كل من المملكة العربية السعودية وكذلك دولة الإمارات العربية المتحدة ترحيبهما بخطاب الرئيس الأمريكي، ما يبرهن على أن هناك رغبة عربية قوية لإنهاء الحرب بل إن هناك عشرات المبادرات التي قدمها التحالف العربي سعيا نحو إحلال السلام كان آخرها إعلانه وقف العدائيات من جانب واحد استجابة لطلب الأمم المتحدة مع انتشار فيروس كورونا، وهو أمر لم تستجب إليه المليشيات المدعومة من إيران.

لا يحتاج التحالف العربي لخطاب أمريكي يؤكد على ضرورة وقف الحرب لأنه على مدار السنوات الماضية حاول جاهدا الوصول إلى تسوية سياسية، ولعل توقيع اتفاق الرياض أكبر دليل على ذلك، غير أن الأزمة دائما ما تكون في المليشيات الحوثية وكذلك عناصر مليشيات الإخوان المتحالفة معها، والطرفان يسعيان لإطالة أمد الحرب أطول فترة ممكنة والاستفادة من حالة الفوضى والفراغ الحاليين، وهو ما يتطلب رؤية أمريكية عميقة للأزمة بعيدا عن رؤى المجتمع الدولي السطحية والتي لم تؤد إلا لتفاقم الأزمة بدلا من حلها.

إذا كانت هناك رغبة أمريكية حقيقية لإنهاء الحرب سيكون عليها ممارسة الضغوطات اللازمة على إيران من أجل حث مليشياتها للجلوس على طاولة المفاوضات، وكذلك ممارسة ضغوطات مماثلة على الأطراف الإقليمية المتحكمة في قرار الشرعية الإخوانية والتي تنخرط في تحالفات علنية وسرية مع المليشيات الحوثية، إلى جانب ضرورة التعامل مع العناصر الإيرانية باعتبارها مليشيات إرهابية قتلت مئات الآلاف وشردت الملايين من المواطنين وتسببت في أكبر كارثة إنسانية يشهدها العالم في تاريخه الحديث.

وإذا كانت الولايات المتحدة جادة في رغبتها إنهاء الحرب فسيكون عليها رعاية مفاوضات يشارك فيها جميع الأطراف السياسية وعلى رأسها المجلس الانتقالي الجنوبي وضمان الوصول إلى حل نهائي لقضية الجنوب واستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة، وهو من شأنه أن يقلص من أخطار إيران ومليشياتها الإرهابية من ناحية البحر الأحمر وخليج عدن ويضمن وجود دولة مستقرة سياسيا بعيدا عن العدائيات الحالية من القوى الشمالية المحتلة.

على إدارة الرئيس بايدن أن تكون أكثر صرامة مع المليشيات الحوثية لضمان تضييق الخناق على جرائمها الإرهابية التي تمتد إلى خارج حدود الأراضي اليمنية، لأن العناصر المدعومة من إيران لن تذهب باتجاه إنهاء الحرب بسهولة، حتى وإن تظاهرت بعكس ذلك.