اعتقال التربويين.. قطاع التعليم الذي أفرغه الحوثيون من محتواه
على مدار سنوات الحرب العبثية القائمة منذ صيف 2014، دفع قطاع التعليم كلفة باهظة للغاية من جرّاء الاعتداءات والجرائم التي شنّتها المليشيات الحوثية الإرهابية الموالية لإيران.
وفي إطار اعتداءاتها الغاشمة، شنّت المليشيات الحوثية مؤخرا حملة اعتقالات في صفوف التربويين في صنعاء، وسط تصاعد ملحوظ للانتهاكات بحق القطاع التربوي ومنتسبيه في المدن الواقعة تحت سيطرة المليشيات.
وارتكبت المليشيات الحوثية الموالية لإيران جرائم اعتقال لأكثر من 50 موظفًا بديوان وزارة التربية والتعليم بصنعاء، استمرارًا لمخطط حوثنة ما تبقى من قطاع التعليم ومؤسساته.
الحملة الحوثية التي استهدفت التربويين تزامنت مع فرض المليشيات نسخة جديدة من المناهج الدراسية، بغية تفخيخ أدمغة وعقول الطلبة.
تُضاف هذه الجرائم إلى سلسلة طويلة من العبث الكبير الذي مارسته المليشيات الحوثية الإرهابية ضد قطاع التعليم بغية تدميره بشكل كامل، وهو أحد القطاعات التي طالها الكثير من الإجرام الحوثي.
وهناك أكثر من 4,5 مليون طفل تسربوا وحُرموا من التعليم منذ اندلاع الحرب الحوثية، بسبب تدمير المليشيات للمدارس وتحويلها إلى ثكنات عسكرية.
وبشكل مباشر، تسبّب الحوثيون في تعطيل العملية التعليمية بشكل شبه كلي مع امتناع المليشيات عن صرف رواتب المعلمين وتحويل المدارس إلى ساحات لتجنيد الصغار.
الجريمة الأكثر رعبًا تتمثل في إقدام المليشيات الحوثية على تعطيل العملية التعليمية والاستفادة من الأطفال في التجنيد والزج بهم في جبهات القتال، إضافة إلى وضع مناهج تدعو للطائفية والكراهية وتهدد النسيج الاجتماعي.
في مقابل هذا الوضع المتردي، فقد لعبت الإمارات والسعودية دورًا شديد الأهمية في سبيل التصدي لهذه المعاناة التي لا تُطاق على الإطلاق، وفي محاولة لإنقاذ هذا القطاع من العبث الحوثي الفظيع.