مهندس برتبة ذئب متوحش.. كيف صنعت الحرب الحوثية جيلًا من القتلة؟
لم تكن جريمة قتل طفل في محافظة صنعاء مجرد حادثة تعبّر عن تفشٍ مرعب للفوضى الأمنية، بقدر ما ارتبطت بآثار نفسية مرعبة صعنتها الحرب الحوثية.
ففي جريمة مروعة، أقدم رجل أربعيني على ذبح طفل في مديرية عتمة بمحافظة ذمار جنوب صنعاء؛ في جريمة وحشية أثارت الفزع على صعيد واسع.
وعلم "المشهد العربي" من مصادر محلية إنَّ رجلًا في العقد الرابع من عمره يدعى ثابت علي الشريفي، أقدم على ذبح طفل من أبناء قريته في عزلة تهجير بمديرية عتمة.
وبحسب المصادر، فقد سارع الأهالي بالقبض على الجاني الذي قيل إنه بدت عليه مؤخرًا علامات المرض النفسي والانعزال عن المجتمع جراء البطالة.
وأوضحت المصادر أنّ الجاني لديه شهادات عليا في مجال الهندسة غير أنه عانى من البطالة خلال السنوات الأخيرة وعاد إلى قريته.
تُلخّص هذه الجريمة المروعة بعدًا مؤسفًا مما صنعته الحرب الحوثية، والحديث هنا تحديدًا عن آثار نفسية يعاني من أعداد ضخمة من السكان، الذين حُوصِروا بين الكثير من الأعباء.
وازدادت في الفترة الأخيرة، حدة ارتكاب الجرائم الدامية التي سرعان ما يُكشف أمر ارتباطها بالأعباء النفسية التي صنعتها الحرب الحوثية، لا سيّما فيما يتعلق بتأزيم الوضع المعيشي الذي تعاني منه قطاعات عريضة من السكان.
وتؤكّد العديد من التقارير والدراسات أنّ الحرب الحوثية تسبَّبت في آثار نفسية مرهقة للغاية، وتشير إلى أنّ الدعم النفسي والاجتماعي لا يزال يمثل تحديًّا في منطقة لا تحظى فيه فكرة الضائقة النفسية إلا بمصداقية قليلة.
يرتبط هذا الأمر بأنّ مليشيا الحوثي فرضت واقعًا أفرز العديد من المشاكل التي مزقت النسيج الاجتماعي، وولدت مشاكل داخل كل بيت، نتج عنها ارتفاع في معدلات الطلاق والتشرد للأطفال، فضلا عن إجبار أرباب الأسر والأطفال على المشاركة في القتال.
وأظهرت أبحاث سابقة أنّ أكثر من نصف الأطفال يشعرون بالاكتئاب، و11٪ يشعرون بالحزن باستمرار و19٪ قلقون دائمًا، بسبب الانتهاكات التي ترتكبها المليشيات الحوثية، حيث أنتجت الحرب آثارًا مدمرة على الصحة العقلية لجيل كامل من الأطفال.
ولعلّ الدليل الأكثر وضوحًا على هذه الأعباء تجلّى أيضًا في تصاعد ظاهرة الانتحار في السجون التابعة للحوثيين، وذلك في ظل عديد الانتهاكات والاعتداءات التي تعرّضوا لها على يد المليشيات الحوثية الإرهابية.