حضرموت صامدة في مواجهة مشاريع احتلال الشمال
تسعى مليشيات الإخوان إلى تحويل ساحل حضرموت إلى خاصرة لمشروعها نحو احتلال الجنوب، الأمر الذي يدفعها بين الحين والآخر لمحاولة الهيمنة عليه والسيطرة على مقدراته لإدراكها بأنها لا وجود لها في محافظات الشمال التي سلمتها للمليشيات الحوثية، غير أن رغبتها تصطدم بمواقف مشرفة من أبناء المحافظة التي يقفون حائلا أمام تنفيذ هذا المخطط.
وعاد الإخوان مؤخرا إلى الدفع بورقة إعلان إقليم حضرموت، ضمن مقترح تجاوزه الجنوب في مهده، غير أن طاعة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي لقيادات التنظيم الإرهابي في الشرعية الإخوانية، شجعت على إعادة طرحه، فيما واجهت هذه الدعوة موقفا صامدا من المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أعلن أن حضرموت لن تكون سوى إقليم ضمن دولة الجنوب.
تستهدف مليشيات الإخوان من وراء تلك الدعوة الخبيثة تحقيق جملة من الأهداف على رأسها صب مزيد من النيران أمام عمل حكومة المناصفة التي خرجت إلى النور قبل شهر تقريبا إلا أنها لم تمارس أعمالها بشكل فعلي حتى الآن وتواجه بعراقيل عديدة من قبل الشرعية الإخوانية التي يبدو أنها مُصرة على إفشالها، وأن طرح مثل هذا المشروع في هذا التوقيت يبرهن على أنه لا يوجد رغبة شمالية في المضي قدما باتجاه إنهاء الحرب الحوثية.
وكذلك فإن العناصر الإخوانية لديها رغبة حثيثة نحو الدخول في صراعات سياسية وعسكرية طويلة المدى مع المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسير بثبات على طريق استعادة الدولة تحديدا بعد أن تلقى دعما روسيا يدفع باتجاه طرح القضية الجنوبية على طاولة مجلس الأمن، وهو أمر يبدو أنه بث الرعب في نفوس مليشيات الإخوان التي ذهبت باتجاه طرح مبادرة غير قابلة للتطبيق من الأساس.
يذهب البعض للتأكيد على أن دعوة إعلان إقليم حضرموت ما هي إلا عربون جديد نحو مزيد من التنسيق مع المليشيات الحوثية التي تسعى إلى حضور إخواني أكبر في الجنوب بما يدعم رغبتها في التواجد جنوبا بعد تطهير المحافظات من عناصرها في العام 2015، ويبدو أن مشاريع احتلال القوى الشمالية التي تشمل الحوثي والإخوان والتنظيمات الإرهابية قد تلاقت معا في محاولة الهيمنة على حضرموت.
وتكشف مؤامرة الإخوان في اللعب بورقة إقليم حضرموت عن انحسار أدوات التنظيم وخبثها في الوقت نفسه، فالشرعية الإخوانية عجزت عسكريًا عن فرض أمر واقع على الجنوب، وفشلت في إخماد انتفاضة دبلوماسية وسياسية يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي، اتجهت إلى اختبار صلابة الداخل بمساومات يرفضها الجنوبيون.
وينظر رموز الشرعية الإخوانية إلى المخطط التآمري على أنه يضمن السيطرة على واحدة من المحافظات النفطية الجنوبية لتمويل فسادهم، ومن زاوية أخرى إقامة حاجز جغرافي عميق يقسم الجنوب لنصفين.
غير أن قيادات حزب الإصلاح الإخواني التي تركت أرضها للحوثي ومليشياته بحثا عن ثروات الجنوب والهيمنة عليها بتقطيع أوصال الجسد الجنوبي الواحد، محكوم عليها بالفشل، انطلاقا من التاريخ الذي يعترف لحضرموت بأنها خاصرة الجنوب وعمود خيمته.
أكد علي الكثيري المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، أن المشاريع الهادفة لإعادة إنتاج الاحتلال لن تمر، وشدد في بيان، أمس السبت، على أن حضرموت لن تكون إلا إقليمًا بشراكة كاملة في إطار دولة جنوبية فيدرالية تعزُّ ولا تذل، موضحاً أن تلك إرادة أهلها، وأن الوضع نفسه في المهرة وسقطرى وشبوة وأبين ولحج والضالع وعدن النور.