الشرعية الإخوانية تخشى انقلاب التنظيمات الإرهابية المتحالفة معها بالجنوب
شهدت الأيام الماضية جملة من الوقائع التي برهنت على أن الشرعية الإخوانية تسدد فواتير العناصر الإرهابية التي تدافع عنها في الجنوب من خلال تخريب ما تبقى من قوات الجيش، إذ تعمل على تفكيك تلك المؤسسات والسيطرة على رواتب الجنوب لصالح دعم التنظيمات الإرهابية التي تخشى من انقلابها عليها حال لم تقدم لها الأموال المطلوبة نظير دفاعها عنها.
وقبل أيام واصلت قيادات مليشيات الشرعية الإخوانية في محافظة شبوة الاستيلاء على رواتب عناصرها بوزارة الداخلية عبر الخصومات، وكشفت مصادر عن تلاعب مندوبين تابعين لمدير الأمن الإخواني في المحافظة بقيمة الرواتب واستقطاع مبالغ كبيرة منها، مشيرة إلى أن المندوبين يعملون على فرض خصميات تصل إلى 30 ألف ريال من راتب الجندي بدعاوى مختلفة منها عدم الالتزام بالدوام العسكري.
وهو أمر تكرر مع منتسبي قوات الجيش في محافظة تعز، والذين نددوا اليوم الأحد، بسطو قيادات مليشيات الشرعية الإخوانية على رواتبهم، وطالبوا بصرف رواتبهم المنقطعة منذ خمس سنوات، جراء إحلالهم بعناصر من المليشيا الإخوانية الإرهابية.
يرى مراقبون أن التحالف بين الشرعية الإخوانية والتنظيمات الإرهابية وفي القلب منها تنظيم القاعدة تضمن بنودا تدعم هيمنة التنظيم على حساب القوات النظامية، وذلك بعد أن تواجدت تلك العناصر في الصفوف الأمامية لقوات مليشيات الشرعية في الجنوب طيلة الأشهر الماضية، وبعد أن خاضت مواجهات عديدة أمام القوات المسلحة الجنوبية التي لقنتها هزائم متتالية دفعت الشرعية لتنفيذ بنود الشق العسكري من اتفاق الرياض وسحب قواتها من جبهة أبين.
ولعل سعى الشرعية الإخوانية لتوفير المخصصات المالية للعناصر الإرهابية بدلا من توجيهها إلى العناصر التابعين إليها في قوات الجيش يؤكد رغبتها الحثيثة في إطالة أمد الصراع أطول فترة ممكنة لإدراكها أن تلك التنظيمات ستكون أمام تنفيذ مهام تخريبية في الجنوب بدلا من توجيه سلاحها ليكون في وجه المليشيات الحوثية الإرهابية.
كما أن تلك الخطوة تؤكد أن الشرعية ماضية في طعن التحالف العربي وخيانته، إذ أن جميع أوجه المساعدة التي قدمها إليها لتصحيح أوضاعها ذهبت هباءً بعد أن فضح منتسبو قوات الجيش جريمتها بتوجيه تلك الأموال إلى العناصر الإرهابية التي تحقق مصالح قوى إقليمية معادية في الجنوب.
واستنكر منتسبو قوات الجيش تلاعب ما يسمى محور تعز الخاضع لسيطرة المليشيات الإخوانية بمسماهم الوظيفي باعتبارهم منضمين جددا، لنهب رواتبهم، وشددوا على أنهم ضباط وصف ضباط وأفراد من منتسبي المؤسسة العسكرية وليسوا مستجدين.
وتبنت القيادات الإخوانية عملية إحلال داخل صفوف الجيش اليمني بعناصرها الإرهابيين، خلال السنوات الماضية التي أعقبت سيطرتها على قيادة محور تعز.
وجندت العشرات من أفراد العصابات المسلحة الموالين لقيادات الشرعية الإخوانية كجنود تابعين للمحور، وصرفت رواتبهم بانتظام، بينما تستولي على مرتبات منتسبي الجيش غير التابعين لسيطرتها.