إدانات دولية ضد الإرهاب الحوثي.. متى يتحول القلق إلى قرارات؟
تتوالى الإدانات والمواقف الدولية الرافضة للإرهاب الحوثي ضد المملكة العربية السعودية في وقت اتخذت فيه الولايات المتحدة الأميركية قرارا بإلغاء تصنيف المليشيات الحوثية كمنظمة إرهابية بعد غضبة دولية أعقبت قرار الرئيس السابق دونالد ترامب، وهو ما يثير تساؤلات عدة حول قيمة تلك الإدانات التي لا تثمن ولا تغني من جوع وتحولت إلى مجرد كلمات متكررة.
لا يمكن التعامل مع تلك الإدانات على محمل الجد طالما أن المجتمع الدولي وفي القلب منه الأمم المتحدة لم يقم بأدواره تجاه مجابهة المليشيات الحوثية والقوى الإقليمية الداعمة لها، وبالتالي فإن الأمر بحاجة إلى خطوات عملية على الأرض تثبت جدية تلك الإدانات، تحديدا وأن الفرصة مواتية للوصول إلى اتفاق سلام لأن هناك إدارة أميركية جديدة ستحاول جاهدة أن تثبت جديتها في حل الأزمة.
لا يمكن الحديث عن إدانات دولية ضد الحوثيين وفي الوقت ذاته يمضي الاتحاد الأور وبي في طريقه نحو مهادنة إيران وكان لديه مواقف معارضة من تصنيف المليشيات الحوثية تنظيما إرهابيا، بل إن الاعتراضات طالت توقيع عقوبات أميركية على طهران، ومازالت ترى ضرورة للعودة مرة أخرى إلى الاتفاق النووي الإيراني، وهو ما يعني أن هناك دعما خفيا للسياسة الإيرانية التي تعيث في البلدان العربية فسادا.
يرى مراقبون أن الاستهداف الحوثي للمملكة العربية السعودية يمس السلم والأمن الإقليمي ولا يستهدف دولة بذاتها، لأن هذه الجرائم من شأنها تصعيد الأوضاع في منقطة البحر الأحمر وخليج عدن، في ظل رغبة إيران الحثيثة لممارسة ضغوطاتها على الولايات المتحدة الأمريكية لعودتها مجددا إلى الاتفاق النووي، وهو ما يتطلب تنسيقيا دوليا استخباراتيا وعسكريا وأمنيا للتعامل مع الخطر الجامح للمليشيات الحوثية.
وكذلك فإن توالي الاعتداءات الحوثية تشي بأنها تسعى لتحقيق أهداف إيرانية مباشرة، لإدراكها أنها سوف تتلقى ضربات قوية من التحالف العربي الذي كشف عن اتجاهه نحو شل قدراتها العسكرية على الأرض، وهو ما يبرهن على أن صمت المجتمع الدولي هو من يدفع إيران للتجرؤ نحو إطلاق الصواريخ والمسيرات بهذه الكثافة خلال اليومين الماضيين.
نجحت قوات التحالف العربي، اليوم الاثنين، في اعتراض طائرة بدون طيار مفخخة أطلقتها مليشيات الحوثي الإرهابية باتجاه السعودية، وأكدت قيادة التحالف في بيان لها ، تواصل جهود تحييد وتدمير القدرات النوعية للمليشيات المدعومة من إيران.
أعلن التحالف العربي، مساء أمس الأحد، اعتراض طائرتين مُفخختين حوثيتين أطلقتا نحو المملكة العربية السعودية، وأوضح التحالف، أن عدد الطائرات التي تمكن من اعتراضها اليوم، وصل إلى 4 طائرات مُفخخة حوثية.
وكان التحالف العربي، قد كشف مساء أمس الأحد، عن اعتراض أربعة طائرات مُسيرة مُفخخة حوثية أطلقت باتجاه المملكة العربية السعودية، وأكد المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، العميد الركن تركي المالكي، أن قيادة القوات المشتركة للتحالف ستتخذ الإجراءات اللازمة لتحييد وتدمير القدرات النوعية للمليشيات الحوثية الإرهابية.
وشدد على أن تلك الإجراءات ستتوافق مع القانون الدولي الإنساني، وقواعده العرفية، ولفت إلى أن الطائرات الـ 4 المُفخخة التي تم اعتراضها أمس، أطلقت من قبل المليشيات الحوثية بطريقة ممنهجة ومُتعمدة؛ لاستهداف الأعيان المدنية والمدنيين بالمنطقة الجنوبية في المملكة العربية السعودية.
فيما عبَر الاتحاد الأوروبي عن قلقه من تكرار محاولات مليشيا الحوثي الإرهابية الهجوم على حدود السعودية، وشدد مساء اليوم الاثنين، على رفضه تجدد اعتداءات المليشيا المدعومة من إيران على محافظتي مأرب والجوف.
وشدد قائد القيادة الوسطى الأمريكية الجنرال كينيث ماكينزي، على التزام الولايات المتحدة بدعم السعودية ضد الهجمات منذ هجوم إيران على أرامكو، وأضاف في تصريحات صحفية، اليوم الاثنين أن إيران مصدر أساسي للاضطراب في اليمن، مؤكدا أن إيران رعت الإرهاب لـ 40 عامًا.