الزراعة في اليمن.. أرضٌ أحرقها إرهاب المليشيات

الثلاثاء 9 فبراير 2021 14:16:24
testus -US

يبدو أنّ قطاع الزراعة سيظل أحد القطاعات المهمة والحيوية التي دفعت كلفة باهظة من جرّاء الاعتداءات الغاشمة التي شنّتها المليشيات الحوثية المدعومة من إيران.

الإرهاب الحوثي الغادر استهدف على وجه التحديد، المزارع في مديرية التحيتا بمحافظة الحديدة، ضمن إجرام ارتكبته المليشيات وتخطّى كل الخطوط الحُمر.

واستكمالًا لهذا الإرهاب المروّع، نفّذت المليشيات الحوثية الموالية لإيران، خلال الساعات الماضية، هجمات مروعة على المزارع في مديرية التحيتا.

وكشفت مصادر محلية في المديرية، عن تعرض مزارع متفرقة في التحيتا إلى قصف بقذائف الهاون الثقيل.

يُضاف هذا الهجوم إلى سلسلة طويلة من الاعتداءات التي شنّتها المليشيات الحوثية الإرهابية ضد قطاع الزراعة، الذي تكبّد كلفة باهظة للغاية من هول ما ارتكبته المليشيات.

وتوثّق العديد من المعلومات هول الأضرار التي تكبّدها قطاع الزراعة، سواء بسبب جرائم القصف التي دأب الحوثيون على شنها على صعيد واسع، فضلًا عن ممارسات فساد ضخمة ارتكبتها المليشيات بشكل مروّع.

الإجرام الحوثي أحدث تراجعًا واسع النطاق في إنتاج القطاع الزراعي مقارنةً بما قبل الحرب الحوثية القائمة منذ صيف 2014.

وتراجعت مساهمة القطاع الزراعي في مناطق سيطرة الحوثيين في الناتج المحلي لما دون 5% بعد أن كانت تصل إلى نحو 14% خلال سنوات ما قبل الحرب، كما تراجعت نسبة العاملين في القطاع لأقل من 10% بعد أن كانت نسبتهم تصل إلى 54% خلال عام 2010.

وشهد القطاع الزراعي، على إثر الاعتداءات الحوثية، تدهورًا حادًا رافقه تراجع كبير في إنتاج عدد من المحاصيل وزراعتها، بسبب ممارسات النهب والتدمير الممنهج الذي انتهجته الميليشيات بحق هذا القطاع ومنتسبيه.

وشملت الجرائم الحوثية زراعة الألغام في الأراضي، وفرض الجبايات، واستقطاع خُمس المحاصيل عنوة من المزارعين، وغيرها من الانتهاكات التي أدّت إلى تراجع الإنتاج وتقليص حجم المساحة المزروعة وخفض أعداد الفلاحين العاملين بهذا القطاع.

كما عملت المليشيات الحوثية على محاربة زراعة مختلف المحاصيل والمنتجات الزراعية، وسخّرت كل جهدها لدعم وتشجيع زراعة نبتة القات؛ كونها تدر مبالغ مالية طائلة على الجماعة من عائدات الضرائب.

كل هذا الإجرام الحوثي يمكن القول إنّه أحدث تدميرًا واسع النطاق لقطاع الزراعة، شهد على معاناة أعداد ضخمة من السكان، وهو ما زاد من أعباء الأزمة الإنسانية بشكل مروّع للغاية.