إشراك الجنوب في المفاوضات.. نظرة على سياسات الانتقالي الدبلوماسية

الأربعاء 10 فبراير 2021 01:46:00
testus -US

يتجه المجلس الانتقالي نحو تكثيف العمل الدبلوماسي من أجل أن يسمع العالم أجمع صوت الجنوبيين المنادين باستعادة دولتهم، ذلك توجه جنوبي لا تراجع عنه بعدما حدّد الشعب مصيره بالفعل، وهو أمرٌ يرتبط في الفترة المقبلة بإشراك الجنوبيين في مفاوضات الحل السياسي الشامل.

ففي هذا الإطار، اجتمع عمرو البيض عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، ومحمد الغيثي نائب رئيس إدارة الشؤون الخارجية بالمجلس، وعدد من بعثات الاتحاد الأوروبي، شمل ألمانيا، والسويد، وبلجيكا، وهولندا، والنرويج، وسويسرا.

ففي الاجتماع، اعتبر البيض والغيثي أنّ زيارة سفراء الاتحاد الأوروبي إلى العاصمة عدن، تدعم جهود تطبيع الأوضاع، وشددا كذلك على أهمية اتفاق الرياض.

وطالب المسؤولان بالانتقالي، بالدفع نحو استئناف تطبيق بنود الاتفاق، وانضمام المجلس الانتقالي الجنوبي كطرف رئيسي إلى العملية السياسية الشاملة، لضمان نجاحها، ووصفا الاتفاق بأنه يمثل فرصة لفرض الاستقرار وعودة الخدمات العامة، والإعداد لعملية سلام شاملة.

كما عبر البيض والغيثي عن التزام المجلس الانتقالي الجنوبي بتحقيق تطلعات شعب الجنوب، واستعادة دولته كاملة السيادة على حدود 21 مايو 1990م، عبر مفاوضات أممية.

من جانبهم، جددت بعثات دول الاتحاد الأوروبي دعمها جهود المبعوث الأممي لليمن مارتن جريفيث، لتحقيق سلام دائم عبر عملية سياسية وإنهاء الحرب ومعالجة آثارها.

مثل هذه الاجتماعات التي تحرص على عقدها القيادة السياسية، تحمل أهمية بالغة فيما يتعلق بتحقيق مكاسب سياسية للقضية الجنوبية، تتمثّل في أهم صورها في ضمان تمثيل الجنوب في مفاوضات الحل السياسي الشامل.

ويعتبر إشراك الجنوب في المفاوضات، بنفس قدر مشاركة نظام الشرعية، هو أحد بنود اتفاق الرياض الموقع في العاصمة السعودية في نوفمبر من العام قبل الماضي، وهذا الأمر هو أحد مكاسب الجنوب من هذا المسار.

حرص المجلس الانتقالي على التأكيد أمام مختلف الأطراف بحق مشاركته في المفاوضات هو أمرٌ نابع من ثقة القيادة السياسية بقوة قضيتها، وقدرتها على المضي قدمًا نحو تحقيق المزيد من المكاسب، مدعومةً بتلاحم والتفاف شعبي واسع النطاق، في تكاتف يمثّل حائط صد منيعًا في مواجهة كافة التحديات الراهنة.

وتقود مشاركة "الانتقالي" في مفاوضات الحل السياسي إلى المزيد من الإقرارات بأنّه الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجنوبي وقضيته العادلة، وأنّ هناك شعبًا يعلو صوته من أجل استعادة دولته.

وفيما يحاول نظام الشرعية مصادرة هذا الحق من الجنوب، فإنّ المجلس الانتقالي مُطالب في الفترة المقبلة بأن يكثّف من جهوده على الصعيد الدبلوماسي، ليحفظ حقه الأصيل في المشاركة في المفاوضات، لحفظ حقوق الجنوبيين وحماية قضيتهم العادلة.