كيف تتعامل الأمم المتحدة مع الإجرام الحوثي المسعور؟

الأربعاء 10 فبراير 2021 12:09:15
testus -US

لفترة ليست بالقصيرة، فرض الراحل بان كي مون خلال فترة توليه منصب الأمم العام للمتحدة سياسة قلق اتسمت بها المنظمة الدولية دون أن تعرف غيرها، حتى أصبحت هذه السياسة سببًا في توجيه عديد الانتقادات للمنظمة كونها تعزف عن اتخاذ إجراءات لازمة في قضايا بعينها.

على الدرب نفسه، يسير مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث الذي استدعى سياسة بان كي مون، فالدبلوماسي البريطاني اشتهر بسياسة الإعراب عن القلق التي يمكن القول إن الزمن قد تجاوزها كثيرًا، أو هكذا يجب أن يكون.

الحديث عن بيان مقتضب أصدره مارتن جريفيث، أعرب فيه عن قلقه البالغ من استئناف مليشيا الحوثي الإرهابية الأعمال العدائية في محافظة مأرب.

بيان جريفيث تضمّن تأكيد مبعوث الأمم المتحدة على أنّ التسوية السياسية التفاوضية تعد الحل الوحيد المستدام لإنهاء الصراع.

مهمٌ أن تصدر مثل هذه المواقف الدبلوماسية عن المنظمة الدولية، لكن في زمن جريفيث لا يعتبر الأمر كذلك، فمواقف المبعوث الأممي الرخوة قادت إلى توجيه العديد من الاتهامات للمنظمة بأنّها شريكةٌ لما تمارسه المليشيات الحوثية من إرهاب واسع النطاق.

جريفيث نفسه كان عنوانًا لجدل أثير على صعيد واسع، ففي منتصف يناير أطلّ الرجل بـ"طلّة" لم تكن بهية على الإطلاق، عندما جاهر برفضه الخطوة التي تُقدِم عليها الولايات المتحدة بتصنيف المليشيات الحوثية تنظيمًا إرهابيًّا، وذلك على الرغم من عديد الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات.

موقف جريفيث هذا بعث بالكثير من الرسائل التي لخّصت كيفية تعامل المجتمع الدولي ممثلًا في الأمم المتحدة مع الوضع المعقد القائم في اليمن، لا سيّما عند الحديث عن العلاقات الخبيثة التي تجمع بين المليشيات والأمم المتحدة.

ففي وقت سابق، قدّمت الأمم المتحدة صنوفًا من الدعم الخبيث للحوثيين، بينها تسليم منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، دفعة من سيارات الإسعاف ذات الدفع الرباعي إلى وزارة الصحة في حكومة مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، في صنعاء.

كما ظهر دعم أممي آخر في تقديم الأمم المتحدة عبر برنامجها الإنمائي "UNDP"، منحة دعم لمليشيا الحوثي في مدينة الحديدة، مكونة من 20 سيارة ذات دفع رباعي، تحت ذريعة استخدامها في نزع الألغام.

يُلخّص هذا الأمر حجم السياسة العبثية التي تنتهجها الأمم المتحدة في التعاطي مع الإرهاب الذي تمارسه المليشيات الحوثية على صعيد واسع، علمًا بأن الصمت الأممي على الإجرام الحوثي الفظيع يمنح المليشيات إشارة خضراء أمام التمادي في ارتكاب هذه الجرائم.