سوء التغذية.. غول فتاك صنعته الحرب الحوثية

الجمعة 12 فبراير 2021 19:02:00
testus -US

يعتبر سوء التغذية أحد أبشع الأوبئة التي سجّلت حضورًا مرعبًا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، من جرّاء الحرب الغادرة التي أشعلتها المليشيات في صيف 2014.
ففي توثيق مرعب لهذه الأهوال التي لا تُطاق على الإطلاق، البيان صدر عن منظمات الأغذية والزراعة (فاو) والأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) والأغذية العالمي والصحة العالمية، وقد حذّرت جميعها من تقديرات بمعاناة مليونين و300 ألف طفل دون الخامسة في اليمن من سوء التغذية الحاد في العام نفسه. أكدت أربعة منظمات أممية، أن العام الجاري يشهد معاناة 400 ألف طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم، مع تصاعد خطر الموت بينهم.

وقال البيان إنَّ الأرقام في تقرير سوء التغذية الحاد للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، تشير لارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد والحاد الوخيم بمقدار 16٪ وَ 22٪ على التوالي بين الأطفال تحت سن الخامسة، بالمقارنة بالعام الماضي.
وحذَّرت وكالات الأمم المتحدة من أن هذه الأرقام كانت من بين أعلى معدلات سوء التغذية الحاد الوخيم المسجلة في اليمن منذ تصاعد النزاع عام 2015.

وحسب البيان، فإنَّ الوقاية من سوء التغذية ومعالجته تتطلب الرعاية الصحية الجيدة للأمهات، وسط معاناة مليون و200 ألف امرأة حامل أو مرضع من سوء التغذية الحاد.

وبشكل عام، أدّت الحرب الحوثية إلى تفشٍ مرعب في أزمات الجوع، حتى زادت التحذيرات من مخاطر محدقة شاملة، ودفعت الحرب بثلاثة أرباع السكان إلى تحت خط الفقر. في هذا الإطار، دعت مديرة يونيسف هنرييتا فور، إلى تحرك عاجل لوقف التزايد في عدد الأطفال الذين يعانون من الجوع في اليمن، مؤكدة أنه سيموت المزيد من الأطفال مع كل يوم ينقضي دون القيام بالعمل اللازم.

تكشف هذه المعلومات هول الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب الحوثية القائمة منذ أكثر من ست سنوات، وخلّفت وراءها واقعًا معيشيًّا لا يُطاق على الإطلاق.

هذا الوضع المعيشي المرعب يمكن القول إنّه يستلزم أن يقابل بضرورة العمل على تكثيف العمل الإغاثي على صعيد واسع، بما يضمن وصول المساعدات لمن يستحقها ويحتاج إليها على وجه السرعة.

وتقول تقارير أممية إنّ ملايين السكان يعانون من أزمة نقص حادة في الموارد الغذائية، ولا يجد الكثيرون سبيلًا للحصول على حصص غذائية من جرّاء الفقر الحاد الذي استشرى على صعيد واسع، فضلًا عن أزمة سوء التغذية التي تفاقمت كثيرًا.