حربٌ حوثية اللهب أمريكية الوقود

السبت 13 فبراير 2021 18:00:00
testus -US

رأي المشهد العربي

فيما يتمادى الحوثيون في إرهابهم الخبيث والمسعور على أكثر من جبهة سواء ضد الجنوب أو في اليمن، فإنّ المليشيات لم تكن لتفعل ذلك دون أن تطّلع على مواقف دولية داعمة لها وإن كان بشكل غير مباشر.

وعلى وجه التحديد، يوجّه الكثير من الانتقادات للإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس جو بايدن، الذي يتبع استراتيجية يمكن القول إنّها في خدمة المليشيات الحوثية بشكل كبير.

بايدن فور أن وضع أقدامه في البيت الأبيض رئيسًا جديدًا للولايات المتحدة، فقد عمل على إلغاء قرارات "سابقه" دونالد ترامب، بما في ذلك التوجه نحو تصنيف المليشيات الحوثية تنظيمًا إرهابيًّا، في خطوة أثارت الكثير من التساؤلات أو بالأحرى الشكوك في مجابهة المشروع الفارسي ومساعي التمدّد الحوثي.

قد يقول قائل إنّ بايدن ألغى قرارات ترامب من منطلق المكايدة السياسية أو من منظور توجهات رئيس قادم من المعسكر الديمقراطي حل مكان رئيس تابع للحزب الجمهوري، لكن الأهم من ذلك هو التأثيرات التي يمكن أن تحدث على الساحة في منطقة الشرق الأوسط برمتها وليس فقط في الجنوب أو اليمن من جرّاء سياسات بايدن.

على الأرض، ترجمت المليشيات الحوثية هذه المخاوف، وتمادت بالفعل في عملياتها الإرهابية سواء بتصعيد ضد الجنوب أو شن اعتداءات في داخل اليمن وكذا استهداف المملكة العربية السعودية، وكلها هجمات مسعورة نُفِّذت وتفاقمت في توقيت متزامن.

كيف لا تفعل المليشيات الحوثية ذلك وهي ترى أمامها مثلًا إدارة أمريكية تتراجع خطوات للوراء، فبدلًا من أن تقدم واشنطن على اتخاذ إجراءات فاعلة على الأرض لإخماد لهيب الحرب الحوثية عبر تكثيف الضغوط على المليشيات، تراجعت إدارة بايدن عن ذلك، بل وعادت إلى سياسة عفا عليها الزمن وهي بيانات الإعراب عن القلق وهي سياسة يمكن تسميتها بـ"دبلوماسية التضامن غير المجدية".

ليس هذا فحسب، فعلاقات بايدن مع إيران ربما تفتح الباب أمام المزيد من المكاسب التي يحقّقها الحوثيون، بالنظر إلى أنّ المليشيات هي ذراع طهران في اليمن، وتسعى لتمدّدها على الأرض من أجل مشروعها التخريبي في المنطقة برمتها.

يُشير كل ذلك إلى أنّ المرحلة المقبلة وفي ظل ما يمكن اعتبارها سياسة التراخي الأمريكية فإنّ الأمور مُرشّحة إلى مزيد من التعقيدات التي تطال الوضع الأمني في المنطقة برمتها، بعدما سُنِحت الفرصة أمام الحوثيين للتمادي في إجرامهم الخبيث بفعل السياسة الجديدة القادمة من بيت أبيض لكنّ سياساته ربما لن تكون بيضاء.