متى تتحرك حكومة المناصفة لإنقاذ الملايين من الأبرياء؟
بعد مضي شهر ونصف تقريبا من وصولها إلى العاصمة عدن مازالت حكومة المناصفة تراوح مكانها من دون أن يكون لها أثر ملموس على حياة المواطنين الذين يعانون ويلات إرهاب وفساد الشرعية الإخوانية التي شنت ضدهم كافة أشكال الحروب طيلة السنوات الماضية، وهو ما يطرح سؤالا مهما مفاده "متى تتحرك حكومة المناصفة لإنقاذ الملايين من الأبرياء؟".
هناك جملة من العوامل التي تدفع باتجاه تجميد حكومة المناصفة على رأسها ممارسات الاحتلال اليمني ضد الجنوب في ظل رغبة مليشيات الإخوان ونظيرتها الحوثية في شن حرب واسعة النطاق على الجنوب، ويبدو واضحا أن الأقطاب المحسوبة على قوى الشمال تنتظر ما ستؤول إليه الأوضاع العسكرية خلال الأيام المقبلة.
يبدو من الواضح أن هناك رغبة لدى بعض الأطراف التابعة لأطراف شمالية لتهيئة الأوضاع لتمكين تلك القوى من شن حربها ضد الجنوب، لأن استمرار الأوضاع المعيشية الصعبة يدعم إمكانية نشر الفوضى على نطاق واسع وفي مناطق مختلفة، بما يؤدي في النهاية إلى إفشال اتفاق الرياض والتراجع عن المسار السياسي والعسكري.
يرى مراقبون أن مليشيات الإخوان التي تهيمن على الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي تدفع باتجاه تجميد حكومة المناصفة وعدم تمكينها من أداء عملها لأن هناك جهات في مؤسسة الرئاسة تحارب الحكومة الحالية في العلن والخفاء أيضا، وهناك رغبة في إيصال رسالة مفادها أن حكومة المناصفة ليست أحسن حالا من حكومة الشرعية الإخوانية السابقة.
ويتنبه المجلس الانتقالي الجنوبي جيدا لتلك المؤامرات التي تستهدف تحميله نتائج فشل الحكومة في حين أنه يستضيفها في العاصمة عدن ويهيئ لها الأجواء المناسبة لعملها بل إن هناك رغبة جامحة من قبل وزراء الجنوب في تحقيق نتائج ملموسة على الأرض.
بحث اجتماع موسع بين قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي ورئيس وزراء حكومة المناصفة الدكتور معين عبدالملك ورئيس لجنة التنسيق السعودية اللواء محمد بن سعد الربيعي، اليوم الاثنين، في العاصمة عدن، خطوات تطبيق اتفاق الرياض، وتطرقت المباحثات إلى مسار الاتفاق والشراكة القائمة، والالتزام ببنود الاتفاق والحفاظ على الأجواء الإيجابية.
وشدد رئيس وحدة شؤون المفاوضات بالمجلس الانتقالي الجنوبي، الدكتور ناصر الخبجي، على ضرورة استكمال تطبيق اتفاق الرياض، ودعا إلى تلبية احتياجات المواطنين وتوفير الخدمات ومعالجة الأزمة الاقتصادية وصرف الرواتب، وترتيب أوضاع مؤسسات الدولة.
شارك في اللقاء، علي الكثيري عضو هيئة الرئاسة، المتحدث الرسمي للمجلس، وأعضاء هيئة الرئاسة ووحدة شؤون المفاوضات، عدنان الكاف، وعبدالرحمن شيخ، وأنيس الشرفي عضو ومقرر وحدة شؤون المفاوضات.
ومن جانبه عبر الشاعر عبدالله الجعيدي عن أسفه لانشغال وزراء حكومة المناصفة بمواقع التواصل الاجتماعي، بعيدا عن مهامهم الرئيسية في خدمة المواطنين، ووصفها بأنها حكومة تويترية.
وقال في تغريدة على حسابه بموقع التدوين المصغر تويتر، اليوم: "ليتهم شكّلوا حكومتين واحدة لتويتر والأخرى لخدمة الناس، وأن يتم منع وزراء كل حكومة من التّدخل في شؤون الحكومة الأخرى"، وأضاف مستنكرا: "بدلا من أن تتحوّل الحكومة المعنية بخدمة الناس إلى حكومة تويترية".