إضراب سجناء تعز.. بارود الغضب يتفاقم وتجاهل الإخوان يتواصل
يبدو أنّ قدرًا كبيرًا من البارود لا يزال يحول حول السلطة الإخوانية المهيمنة بقبضة من الحديد والنار على محافظة تعز، بما يشي إلى خروج عاجل للأمور عن السيطرة.
الحديث عن إضراب مفتوح عن الطعام يُنفّذه نزلاء السجن المركزي بتعز، الخاضع لسيطرة مليشيا الإخوان التابعة لنظام الشرعية، وقد دخل هذا الإضراب يومه السابع رفضًا للتعذيب والانتهاكات.
النزلاء يطالبون بمحاسبة إدارة السجن الإخوانية، على سوء المعاملة والانتهاكات الحقوقية داخل جدران السجن المركزي، والسماح بالتواصل مع الآخرين بخصوص قضاياهم.
يأتي هذا فيما حثّت مؤسسات حقوقية ونشطاء المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان على التدخل لإنقاذ حياة 700 نزيل.
وشهد السجن العديد من حالات الإغماء بين النزلاء المضربين عن الطعام في ظل إصرار إدارة السجن على سلوكياتها التعسفية تجاه السجناء.
استمرار حالة الغضب من الممارسات الإخوانية على هذا النحو تنذر باحتمالات قوية لخروج الأمور عن السيطرة، بعدما ضاق الناس ذرعًا بما تمارسه السلطة الإخوانية أولًا من تعذيب مروّع، وثانيًّا من تجاهلها لصرخات المجني عليهم.
ولعل ما فاقم هذه الموجة الغاضبة أنّ السجون التابعة للمليشيات الإخوانية تشهد عمليات تعذيب واسعة النطاق يمارسها هذا الفصيل الإرهابي ضد قطاعات عريضة من السكان القاطنين في مناطق سيطرته، لا سيّما ضد من يعارضونه سياسيًّا.
وسبق أن كشفت الكثير من المعلومات الحقوقية هول ما ارتكبته المليشيات الإخوانية من جرائم التعذيب ضد السجناء، حتى شُبِّهت السجون التابعة لها بأنّها أشبه ما تكون بالمقاصل التي يذوق فيها المعتقلون أبشع صنوف الموت الفظيع.
وأحدثت جرائم التعذيب الإخوانية الدامية كلفة كبيرة من الخسائر البشرية وصلت إلى حد قتل الكثير من المعتقلين من فرط عمليات التعذيب التي تعرّضوا لها على يد هذه المليشيات المارقة، بالإضافة إلى إقدام الكثير من المعتقلين على الانتحار بسبب ما تعرّضوا له من جرائم بشعة في هذا الإطار.
وفيما تضخّمت حالة الغضب لدى المعتقلين وصولًا إلى تنفيذهم إضرابًا عن الطعام، فإنّ تجاهل السلطة الإخوانية لحالة الغضب أمرٌ قد يؤشّر إلى خروج الأمور عن السيطرة بشكل أكبر في المرحلة المقبلة، بما يهدّد حجم القبضة الإخوانية على تعز بشكل عام.