إعادة الإعمار في اليمن.. ملحمة إنقاذ يتأهب لها الخليج
فيما أحدثت الحرب القائمة منذ صيف 2014 أزمة إنسانية هي الأشد بشاعة على مستوى العالم، فإنّ جهودًا دولية تُبذل على صعيد واسع، تستهدف إعادة الإعمار بسبب الأضرار الضخمة التي أحدثتها الحرب.
وضمن هذه الجهود الرامية إلى تحسين الوضع المعيشي، فقد أكّد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف الحجرف حرص المجلس على الدفع بالعملية السياسية لتحقيق السلام وإنهاء المعاناة الإنسانية في اليمن.
وكشف الحجرف في تصريحات صحفية، إعداد أمانة المجلس لمؤتمر دولي لاعادة إعمار اليمن، ووضع برنامج عملي لتأهيل الاقتصاد وتسهيل اندماجه مع الاقتصاد الخليجي، بعد التوصل إلى الحل السياسي المنشود.
يحمل هذا التوجّه الخليجي أهمية كبيرة فيما يتعلق بالعمل على تحسين الوضع المعيشي والإنساني في اليمن، بعدما سجّلت الحرب الراهنة أزمة فادحة، ما يستلزم تحسين الوضع الإغاثي بشكل كبير.
أهمية هذا العمل الإغاثي تنبع من أنّ المليشيات الحوثية ارتكبت الكثير من الجرائم والاعتداءات التي حاصرت السكان بين صنوف ضخمة من صور الأعباء والمعاناة التي لا تُطاق على الإطلاق.
وفي تعبير عن هول الأزمة الإنسانية في هذا الصدد، فقد أكّد تقرير سابق صدر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، وفاة نحو 233 ألف شخص بسبب الحرب في اليمن، بينهم 131 ألفا بأسباب غير مباشرة مثل نقص الغذاء والخدمات الصحية والبنية التحتية.
وتوثّق العديد من التقارير أن مسؤولية هذه الخسائر المرعبة نجمت عن الجرائم المرعبة التي ارتكبتها المليشيات الحوثية، وطالت المدنيين بشكل مباشر، حيث لم يفوّت هذا الفصيل جريمةً إلا وارتكبها ضد السكان في المناطق التي ينشط فيها.
استنادًا إلى ذلك، فإنّ هناك حاجة ماسة لأن يتم تكثيف العمل الإغاثي على نحو يخمد لهيب الحرب التي طال أمدها بشكل مرعب، وتحتاج المرحلة المقبلة مزيدًا التكاتف من أجل إعادة الإعمار وهو أمرٌ في حاجة إلى تلاحم كبير لاحتواء هذه الأزمات بشكل كبير.