فساد الحوثي المستشري.. هل فوجئ عبد الملك بـالتقرير الفاضح؟
فيما استطاع الحوثيون تكوين ثروات ضخمة في وقتٍ يعاني فيه السكان من أزمات معيشية مرعبة، فإنّ سببًا رئيسيًّا لتمكّن المليشيات من تحقيق هذه الثروات هي جرائم الفساد الضخمة التي ارتكبها هذا الفصيل الإرهابي.
ففي هذا الإطار، وصل تقريرٌ لزعيم المليشيات الحوثية عبدالملك الحوثي بشأن الأوضاع الحالية وجوانب الفساد، وذلك بعد تكليفه مجموعة من القيادات بالنزول الميداني إلى المرافق والمناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات؛ لإعداد هذا التقرير.
مصادر "المشهد العربي" قالت إنَّ التقرير رصد مُخالفات تتعلق بفساد مُستشرٍ لقيادات ومسؤولي المليشيات، مشددةً على أنَّ زعيم المليشيات تحفّظ على التقرير الصادم.
وأضافت المصادر أنَّ التقرير رصد قيام قيادات ومسؤولين في حكومة المليشيات، باختلاسات مالية كبيرة، وفرض رسوم غير قانونية تحصل لصالحهم، بالإضافة إلى توظيف أبنائهم وأقاربهم, وإقصاء الكوادر المؤهلة، وشراء سيارات فارهة واعتماد صرفيات باذخة، في وقتٍ لا تجد فيه أسر مقاتليهم ما يكفيها من الطعام الضروري.
وتضمّن التقرير تحذيرات لزعيم المليشيات من التقارير المرفوعة إليه من تلك الجهات، وكذب ما يشاهده من فعاليات تلفزيونية.
وبحسب التقرير، تصرف قيادات الحوثي مبالغ مالية كبيرة على الإعلام لتلميعها, كما تشتري بعض قيادات الحوثي يوميًا نوعيات من القات بمبالغ مالية كبيرة, علمًا بأنَّ تخزينة قيادي واحد في اليوم تكفي لإعالة أسرة من قتلى حربهم.
واتهم التقرير، القيادات الحوثية بإغلاق أبوابهم أمام المُراجعين، وممارسة الابتزاز بحقهم, والابتعاد عما قالوا عنها "أخلاق المسيرة القرآنية"، كما اتخذت قيادات حوثية من مقولة "مواجهة العدوان"، مبررًا للفساد، رغم أن ما يجري هو أكثر ضررًا من الحرب.
المليشيات الحوثية ارتكبت الكثير من جرائم الفساد التي مكّنتها من تكوين ثروات ضخمة، في وقتٍ يعاني فيه السكان من أزمات معيشية مرعبة، مع تفشٍ مرعب للفقر والجوع، ضمن أزمة إنسانية مُصنّفة بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم.
اللافت أنّ هذه الجرائم كانت سببًا رئيسيًّا في تفاقم الصراعات التي تجمع بين عناصر وقيادات المليشيات الحوثية، ضمن تصارع هذه العناصر على نهب هذه الأموال.