تصريح جريفيث المخيف.. هل رفعت الأمم المتحدة راية الاستسلام؟
"لا نملك فعل شيء لتحقيق السلام".. تصريح مهم أدلى به المبعوث الأممي مارتن جريفيث في إحاطته أمام مجلس الأمن ناقشت تطورات ومستجدات الحرب في اليمن، القائمة منذ صيف 2014.
ففي كلمته في إحاطته الجديدة، أكّد جريفيث أنّه ليس هناك ما يمكن فعله لإجبار أطراف الحرب على السلام، ووأوضح أن الأمر متوقف على قبول أطراف الصراع لإنهاء المعاناة.
وشدد المبعوث الأممي على أنّ المدنيين يدفعون الثمن من عسكرة الاقتصاد، وقال إنّ الموقف العسكري يتخذ منحى تصعيديًا خطيرًا، مطالبا مليشيا الحوثي الإرهابية بوقف هجومها على محافظة مأرب.
وأوضح جريفيث أنّ عدوان المليشيات الحوثية المدعومة من إيران يعرض ملايين من المدنيين للخطر، لافتًا إلى أنّ سعي المليشيات الحوثية الإرهابية لكسب المناطق بالقوة يهدد عملية السلام.
تصريحات جريفيث التي توثّق أهوال الحرب أمرٌ ليس بالجديد، لكن أن يقول الدبلوماسي الأممي إنّه لا يمكن فعل أي شيء لتحقيق السلام فالأمر قد يتضمّن رفعًا لراية الاستسلام من قِبل المنظمة الدولية أنّها لا تملك أي خيارات نحو تحقيق السلام.
وفي الواقع، لا يثير هذا التصريح أي استغراب، فالأمم المتحدة تُوجّه لها الكثير من الانتقادات بأنّها لم تمارَس الدور الذي يجب أن تمارسه في سبيل الدفع نحو حسم الحرب والتوصّل إلى حل سياسي يُخمِد لهيب الحرب.
جريفيث طوال الفترة الماضية، أظهر الكثير من المواقف التي أشهرت راية التراخي في مواجهة المليشيات، أهمها موقفه الرافض لتصنيف المليشيات الحوثية تنظيمًا إرهابيًّا وهي الخطوة التي كامنت تعتزم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إجراءها قبل أن تتراجع عنها إدارة الرئيس الجديد جو بايدن عن اتخاذها.
حالة الاستسلام الأممية يمكن القول إنّها تقدّم إشارة خضراء للحوثيين بالتمادي في الجرائم الإرهابية التي تمثّل استهدافًا خبيثًا للمدنيين على صعيد واسع، وينذر كذلك بإطالة أمد الحرب أكثر مما هو قائم.
وفيما يُخشَى من أن يؤدي هذا الأمر إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية من جرّاء الحرب العبثية القائمة منذ صيف 2014، فإنّ الأمم المتحدة مطالبةٌ بتغيير استراتيجيتها بما يمثّل ضغطًا حاسمًا وحازمًا على المليشيات دفعًا نحو وقف الحرب.