جبهة الحديدة الملتهبة.. كيف يحترق الحوثيون بنيران تصعيدها؟
على الرغم من الإصرار الحوثي على التصعيد العسكري الغاشم والمسلح، لكن المليشيات تتكبّد الكثير من الخسائر والهزائم التي تضيّق الخناق كثيرًا على هذا الفصيل.
ففي هذا الإطار، قتلت القوات المشتركة عددًا من عناصر مليشيا الحوثي الإرهابية، في اشتباكات بقطاعي شارع الخمسين والصالح داخل مدينة الحديدة، وقطاعي الدريهمي والتحيتا جنوب المحافظة.
وقالت مصادر عسكرية مطلعة إنّ المواجهات العنيفة اندلعت إثر تحركات مكثفة للمليشيات المدعومة من إيران، وانتهت بخسائر حوثية هائلة.
المليشيات الحوثية منيت طوال الفترة الماضية بالكثير من الخسائر والهزائم والانكسارات على يد القوات المشتركة في جبهة الحديدة، التي تشعلها المليشيات المدعومة من إيران بالكثير من التصعيد.
اللافت أنّ المليشيات لم ترتدع من الخسائر الضخمة التي منيت بها طوال الفترة الماضية، وتصر على التصعيد العسكري بغية إطالة أمد الحرب إلى أطول فترة ممكنة، تنفيذًا لأجندة إيرانية خبيثة ترمي بشكل مباشر إلى تهديد الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها.
ما يبرهن على ذلك أنّ المليشيات الحوثية ارتكبت أكثر من 16 ألف خرق وانتهاك لبنود اتفاق السويد الموقّع في ديسبمر 2018، وقد نُظر إليه بأنّه خطوة أولى في مسار الحل السياسي نحو إخماد لهيب الحرب، لكنّ المليشيات أجهضت هذه الآمال من خلال التصعيد العسكري.
وفيما أفشلت المليشيات الحوثية جهود تحقيق السلام، فإنّ المرحلة المقبلة ربما تستلزم ضرورة العمل على تكثيف الضغوط العسكرية على هذا الفصيل المدعوم من إيران بما يُشكل وسيلة نحو تخفيف الأعباء على قطاعات عريضة من السكان.
ويمكن القول إنّ أهمية لعب هذا الدور العسكري تتجلّى من أنّ الحرب القائمة خلّفت أزمة إنسانية هي الأشد بشاعة على مستوى العالم، علمًا بأنّ عدم حسم الحرب سريعًا يمنح المليشيات فرصة للمزيد من العبث بالأوضاع الإنسانية.