ماذا بعد الاعتراف الأميركي بعدم رغبة إيران في السلام؟
اعترف قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكنزي، اليوم الاثنين، بأنه لا مصلحة لإيران في إنهاء الحرب باليمن، مطالبا مليشيا الحوثي الإرهابية باختيار التفاوض، وهو إيجابي من زاوية إدراك الولايات المتحدة بالطرف المتسبب في إطالة أمد الصراع غير أنه اعتراف لا يكفي لإرغام العناصر المدعومة من إيران للكف عن أنشطتها الإرهابية في اليمن.
يبقى هناك سؤال ملح يطرح نفسه في أعقاب هذا الاعتراف وهو ماذا بعد أن اعترفت الولايات المتحدة بعدم رغبة إيران في السلام، هل ستغير من منهج المهادنة الذي اختارته للتعامل معها أم أنها سوف تمضي في نفس الطريق مع استمرار ترديد الاتهامات التي لن تغير من الواقع شيئا طالما أنها لم ترتبط بعقوبات رادعة على إيران ومليشياتها الإرهابية لإرغامها على إيقاف هجماتها.
تتبنى الولايات المتحدة في ظل إدارة بايدن نهجا تفاوضيا مع إيران ومليشياتها الإرهابية وهو أمر لا يستقيم مع حجم الجرائم التي ارتكبتها طهران وعناصرها الإرهابية في العديد من الدول العربية طيلة السنوات الماضية، الأمر الذي يشي بأن إيران سوف تستمر في ممارسة إرهابها والتصعيد فيه طالما تدرك أنها في مأمن من العقوبات ولعل ذلك ما يظهر في التصعيد الحوثي الإرهابي ضد السعودية وكذلك يظهر بصورة أوضح من خلال إيران ذاتها التي تمضي في طريقها نحو تخصيب اليورانيوم غير عابئة بأي تصريحات أميركية.
يرى مراقبون أن سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران تفرز عن إطالة أمد الصراع في اليمن وغيرها من الدول العربية التي تعاني من ويلات المليشيات الإيرانية أطول فترة ممكنة، وأن الاكتفاء بالتصريحات الإعلامية التي تأتي معاكسة لتوجهات الإدارة الأميركية على الأرض يعطي فرصا عديدة للتهرب من السلام، وليس من المتوقع أن يكون هناك نهاية للحرب الحوثية التي بدأت قبل 6 سنوات طالما لم تضغط الولايات المتحدة بشكل حقيقي على المليشيات وإيران باعتبارها الداعم الرئيسي لها.
قال قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكنزي، اليوم الاثنين، إن السعودية لديها الرغبة والنية الصادقة في الوصول إلى حل سلمي باليمن، وحذر في تصريحات صحفية، من أنه لا مصلحة لإيران في إنهاء الحرب باليمن، مطالبا مليشيا الحوثي الإرهابية باختيار التفاوض.
أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان، اليوم الأحد، أن الرئيس جو بايدن مصمم على أن لا تحصل إيران على سلاح نووي، معتبرا أن الدبلوماسية هي الطريق الأفضل لمنع حصول ذلك.
وقال سوليفان إن طهران لم ترد بعد على عرض الولايات المتحدة للدخول في حوار بوساطة أوروبية، مضيفا: "لكن إيران هي المعزولة دبلوماسيا الآن - وليس الولايات المتحدة - والكرة في ملعبها الآن"، وشدد على أن واشنطن لن تقبل باستمرار إيران في احتجاز رهائن أميركيين بطريقة غير عادلة وغير قانونية.
وعلى جانب آخر ثمن سفراء الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، في اجتماع مشترك اليوم الاثنين، مع مبعوث الولايات المتحدة إلى اليمن تيموثي ليندركينغ، التزام بلاده بإنهاء الحرب، وناقشوا خلال الاجتماع مجالات التعاون الممكن بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لتحقيق السلام.