الحوثيون في الحديدة.. لوحة تصعيد غاشم ترسمها المليشيات بالدم والنار
أصبحت جبهة الحديدة مسرحًا لإرهاب متفاقم تمارسه المليشيات الحوثية بشكل متصاعد، بما يمثّل خبثًا واسع النطاق من المليشيات عملًا على إطالة أمد الحرب.
ومنذ توقيع اتفاق السويد في ديسمبر 2018، ارتكبت المليشيات الحوثية أكثر من 16 ألف خرق وانتهاك لبنود الاتفاق الذي نُظر إليه بأنّه خطوة أولى على مسار الحل السياسي، لكنّ المليشيات زرعت الأشواك في هذا المسار.
وضمن أحدث الخروقات المتواصلة، وثّقت القوات المشتركة، ارتكاب مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، 170 خرقًا للهدنة الأممية بمحافظة الحديدة.
وشملت الخروقات الحوثية استهداف الأعيان المدنية والسكان في مناطق متفرقة جنوب المحافظة، عبر عمليات قصف واستهداف بالقذائف المدفعية والأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
هذا الإرهاب الحوثي المتصاعد يُضاف إلى سلسلة طويلة من الممارسات الإجرامية التي دأبت على ارتكابها المليشيات الموالية لإيران على مدار السنوات الماضية، بما مثّل سببًا رئيسيًّا في تفاقم الأزمة الإنسانية.
إزاء الإصرار الحوثي على التمادي في ارتكاب الخروقات العسكرية، فإنّ المجتمع الدولي قبل أن ينخرط في إطار أي عملية سياسية فإنّ عليه أن يمارس ضغطًا لازمًا على المليشيات الموالية لإيران بما يجبرها على وقف التصعيد العسكري.
خلاف ذلك، فإنّ انخراط المجتمع الدولي في أي جهود سياسية أمرٌ لن يحقّق أي جدوى لا سيّما أنّ المليشيات الحوثية تصر على إطالة أمد الحرب بغية تحقيق أكبر قدر من المكاسب، لا سيّما على الصعيد المالي من خلال التمادي في جرائم النهب والسطو.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ المليشيات الحوثية تنفّذ في الأساس أجندة إيرانية ترمي إلى ضرب الأمن والاستقرار في المنطقة بشكل كامل، وذلك من خلال نشر عديد الفصائل المارقة في المنطقة.