تحذيرات ما قبل الطوفان.. مأرب التي يتكالب عليها الحوثي والإخوان

الجمعة 26 فبراير 2021 12:59:37
testus -US

يبدو أنّ قطاعات عريضة من السكان ستدفع ثمن الخذلان الفظيع والتآمر الميداني الذي مارسته المليشيات الإخوانية الإرهابية في جبهة مأرب، بما يُمكّن المليشيات الحوثية من إحكام قبضتها على هذه المنطقة.

الحديث عن تحذيرات صدرت عن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الذي دعا إلى وقف فوري للعنف في محافظة مأرب وبقية الأنحاء.

المتحدث الأممي حذر من أن تفاقم الوضع يمكن أن يجبر مئات الآلاف من النازحين على الفرار من المحافظة، وقال خلال مؤتمر صحفي، إن الأمم المتحدة تشجع جميع الأطراف على دعم جهود المبعوث الأممي مارتن جريفيث، للتوصل إلى حل سياسي ووقف إطلاق النار.

وأشار إلى أن مأرب احتضنت ثلثي النازحين داخليًا خلال العام الماضي، مؤكدا أن هناك مستويات جديدة مرتفعة من النزوح والاحتياجات الإنسانية في المحافظة.

التحذيرات الأممية تأتي في وقتٍ تواصل فيه مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران هجماتها على المدينة وسط اشتباكات مع قبائلها للسيطرة على المحافظة، مقابل خذلان مارسته المليشيات الإخوانية في الدفاع عنها.

المخاوف من تفاقم أزمة النزوح تأتي في وقتٍ يشهد فيه اليمن أزمة حادة فيما يتعلق بأوضاع النازحين الذين يتكدسون في مخيمات غير آدمية تفتقد أدنى معايير الحياة السوية والإنسانية.

ولا شك أنّ إشعال المليشيات الحوثية مزيدًا من الجبهات بنيران إرهابها الغاشم أمرٌ يضاعف من هذه الأزمة على نحوٍ مروع، ويضيف أعدادًا جديدة إلى قائمة المعاناة البشعة، بعدما يضطر السكان للنزوح بعيدًا عن هذه المناطق الملتهبة.

صحيحٌ أنّ المليشيات الحوثية تتحمّل قسطًا كبيرًا من المسؤولية بالنظر إلى عديد الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها هذا الفصيل الإرهابي التي تمثّل اعتداءات وجرائم ضد الإنسانية بشكل كبير، لكن في الوقت نفسه فإنّ جانبًا آخر من المسؤولية تتحمّله المليشيات الإخوانية بعدما أضافت حلقة جديدة إلى سلسلة إرهابها الخبيث.

يشير هذا كله إلى أنّ تكالبًا حوثيًّا إخوانيًّا يتم ضد المدنيين الذين يدفعون الكلفة الأكبر لهذا الإرهاب الغاشم، في ظل اضطرارهم للفرار بعيدًا عن المناطق التي تشهد على إرهاب الفصيلين الإرهابيين.

تخليص السكان من هذه الأعباء يحتاج إلى اللعب على وترين مهمين، فمن جانب يستلزم العمل على ممارسة أكبر قدر ممكن من الضغوط على المليشيات بما يجبرها على وقف التصعيد العسكري وإخماد نيران إرهابها الغاشم والمستعر.

في الوقت نفسه، فإنّ هناك حاجة ملحة لأن يتم تطهير نظام الشرعية من النفوذ الإخواني، وهذا الأمر يحمل أهمية بالغة بالنظر إلى أنّ استمرار قبضة حزب الإصلاح عسكريًّا يعني تسجيل المزيد من الانبطاح والتآمر لصالح المليشيات الحوثية، وهو أمر يضر كثيرًا بالتحالف العربي وجهوده الرامية إلى كسر المشروع الحوثي المصنوع إيرانيًّا.