الحوثيون وتمدّد كورونا.. إجرام المليشيات الذي يقود إلى تفشي الوباء
تواصل جائحة كورونا التمدّد في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، في وقتٍ تتعاطى فيه "الأخيرة" مع الوضع القائم بإتباع سياسة التجاهل وإخفاء الحقائق.
وفي الأيام القليلة الماضية، لوحظت حالة تسارع في تسجيل حالات الإصابة بكورونا، بالتزامن مع قرار أصدرته المليشيات تضمّن إلغاء المراكز المخصصة لاستقبال المصابين بهذا الفيروس.
"المشهد العربي" علم من مصادر مطلعة أنّ مليشيا الحوثي المدعومة من إيران تتجاهل حالات الإصابة، وأن مرضى كورونا أصبح يتعامل معهم في المستشفيات كأي مرض عادي رغم خطورة العدوى، وظهور حالات إصابة بالفيروس المتحور.
وأضافت أنّ القيادي الاشتراكي الموالي لمليشيا الحوثي المدعو سلطان السامعي عضو ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، يرقد في أحد مستشفيات صنعاء منذ أكثر من أسبوعين جراء إصابته بفيروس كورونا.
ووفق المصادر، فإنّ الالتهابات الصدرية عادت وسط حالات اشتباه عالية بإصابتها بالفيروس التاجي، وأن القلة من يجرون فحوصات مخبرية.
تصاعد وتيرة الإصابة بكورونا في مناطق الحوثي أمرٌ ينذر بخطورة كبيرة وذلك بالنظر إلى أنّ المليشيات تتبع سياسة خبيثة تمنح الجائحة رخصة التفشي بشكل كبير.
ولعل العامل الأكثر رعبًا هو أنّ الوضع الصحي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين يُسجّل في الأساس حالة انهيار حادة، وبالتالي فإنّ الأمر ليس في حاجة إلى مزيد من الضربات الصحية في أجساد السكان الذين يدفعون كلفة باهظة من جرّاء ما تمارسه المليشيات من إهمال فظيع.
كما أنّ غياب التعامل بشكل شفاف مع جائحة كورونا أمرٌ خطير للغاية بالنظر إلى أنّ هذا الأمر قد ينذر بتصاعد أعداد الإصابات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وفيما يدعى الحوثيون أمام السكان بأنّهم يسيطرون على الوضع بشكل كامل، فإنّ الاجتماعات المغلقة التي تعقدها المليشيات تشهد اعترافات بتفشي الوباء بشكل كبير، وأنّه لا يتم إعلان الأعداد الحقيقية للحالات المصابة.
ويمكن القول إنّ إقدام الحوثيين على العمل على إخفاء المعلومات عن مدى تفشي الوباء أمرٌ يعود إلى مخاوف المليشيات من أن تندلع غضبة شعبية من قِبل السكان في وجه هذا الفصيل الإرهابي بعد الفشل في مواجهة الجائحة.
ووصل أمر الإجرام الحوثي في هذا الصدد أنّ المليشيات أعدمت مصابين بكورونا حتى لا يفتضح أمر التفشي، وتجلّى ذلك في محافظتي إب وصنعاء عندما دفنت مليشيا الحوثي أعدادًا كبيرة من المصابين في مقابر جماعية تحت ذريعة تراكم الجثث في المستشفيات، مفندين أنّ من تم دفنهم هي جثث متراكمة ويتم التخلص منها بشكل متواصل.
الإجرام الحوثي في هذا الإطار قاد إلى إقدام أعداد كبيرة من السكان على عدم الإبلاغ عن إصابة ذويهم بكورونا خوفًا من أن يطالهم المصير نفسه، وقد أدّى كل ذلك إلى تفشي الوباء بشكل أكبر.