الدفتيريا في زمن الحرب الحوثية.. بكتيريا تتسلّل إلى الأجساد
يعيش اليمن أزمة صحية مرعبة للغاية، تُصنّف بأنّها واحدة من أبشع الأزمات على مستوى العالم، وقد نجمت بشكل مباشر عن الحرب الحوثية العبثية القائمة منذ صيف 2014.
وفيما أحدثت الحرب تفشيًّا مرعبًا للكثير من الأمراض والأوبئة، فقد سجّل مرض الدفتيريا حضورًا مرعبًا لا سيّما في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية الإرهابية.
وفي هذا الإطار، أكّدت منظمة الصحة العالمية في بيان لها، الإبلاغ عن ألف و425 حالة اشتباه بالإصابة بالدفتيريا في اليمن خلال العام الماضي.
وقالت المنظمة إنّه من بين حالات الاشتباه، 116 حالة وفاة مرتبطة بها، موضّحةً أنّها قدمت بتمويل من حكومة اليابان، أدوية منقذة للحياة إلى 24 ألفًا و309 من مرضى الدفتيريا.
يُضاف "الدفتيريا" إلى سلسلة طويلة من الأمراض التي سجّلت حضورًا مرعبًا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في ظل تعمّد المليشيات مضاعفة هذه الأزمة بشكل كبير.
و"الدفتيريا" عدوى تسببها بكتيريا الخُنَّاق الوتدية، وعادةً ما تبدأ علامات الدفتيريا وأعراضها بعد يومين إلى خمسة أيام من التعرّض للبكتيريا المسببة لها وتتراوح حدتهما بين خفيفة ووخيمة.
وغالبًا ما تظهر الأعراض تدريجياً وتبدأ بالتهاب في الحلق وحمى، وفي الحالات الوخيمة، تُنتج هذه البكتيريا سُمّاً (ذِيفاناً) يُحدث لَطْخة سميكة رمادية أو بيضاء اللون في مؤخرة الحلق، ويمكن لهذه اللطخة أن تسدّ مجرى الهواء فيصعب التنفس أو البلع، كما يمكن أن تسبب سُعالاً نُباحيًا، وقد يتورّم العُنق لأسباب منها تضخّم العقد اللمفية.
ويسهل انتشار الدفتيريا بين الأشخاص بالملامسة المباشرة أو استنشاق الرذاذ المتطاير من الشخص المصاب كالناجم عن السُّعال أو العطس، كما يمكن أن تنتشر العدوى بملامسة الملابس أو الأشياء الملوثة بالبكتيريا.
اليمن يشهد أزمة صحية مرعبة للغاية مُصنّفة بأنّها واحدة من أشد الأزمات رعبًا على مستوى العالم، بعدما تفشّت الأمراض والأوبئة بشكل مرعب للغاية، بعدما غرس الحوثيون بذور بيئة صحية متردية.
وضمن الإجرام الحوثي الخبيث في هذا الإطار أيضًا، عملت المليشيات على تعطيل عمل المستشفيات وإخراجها عن الخدمة، وهو ما حرم أعدادًا ضخمة من السكان من الحصول على هذه الخدمات.
كما ارتكبت المليشيات الحوثية الإرهابية الكثير من الجرائم والاعتداءات ضد الكوادر الطبية بغية عرقلة عملهم بشكل كامل، وهو ما يُكّبد السكان كلفة باهظة للغاية من هول هذا الإجرام.