عاصفة إدانات دولية ضد الحوثيين تجتاح مؤتمر المانحين لليمن
شهد مؤتمر المانحين لليمن، الذي انعقد اليوم الاثنين، وشاركت السويد وسويسرا في استضافته، عاصفة إدانات دولية جديدة ضد جرائم المليشيات الحوثية بحق المملكة العربية السعودية تزامنا مع التصعيد العسكري في مأرب والحديدة، وحملت العديد من الدول العناصر المدعومة من إيران مسؤولية الأوضاع الأمنية المتردية في الكثير من المناطق التي تنتشر فيها مخيمات اللاجئين ولا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة الطبيعية.
أطلقت الأمم المتحدة، الاثنين، مناشدة للدول لتمويل استجابتها للأزمة الإنسانية في اليمن، سعيا لجمع مبلغ 3,85 مليار دولار هذا العام لتلبية الاحتياجات هناك، من خلال مؤتمر للمانحين لليمن، وخلال مؤتمر المانحين لليمن، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أن ثلثي السكان في اليمن يحتاجون إلى مساعدات إنسانية.
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع أطراف النزاع إلى العمل مع المبعوث الخاص مارتن غريفيث للتوصل لحل سلمي، مشيرا إلى أن المساعدة التي سيتم تقديمها اليوم تمهد الطريق لسلام مستدام، ونبه إلى أن الأطفال معرضون لأخطار صحية عدة، مؤكدا أن طفلا يموت كل 10 دقائق بسبب النزاع أو المرض.
لم يتمكن المؤتمر من جمع المطلوب وعبر غوتيريس عن خيبة أمله لنتائج مؤتمر المانحين لليمن، وكشف عن رصد مليار و700 مليون دولار لخطة الاستجابة الإنسانية، وهو ما يبرهن على أن هناك فجوة بين الدول المانحة والجهات المحلية التي من المفترض أن تسهل مسؤولية توصيل المساعدات إلى المحتاجين، مع توالي جرائم سرقتها وتوجيهها إلى لخدمة المليشيات المسلحة.
وتسببت سرقة المساعدات والمنح الإنسانية من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية وكذلك عناصر حزب الإصلاح الذي ظل مهيمنا على الشرعية طيلة السنوات الماضية في تقليص حجم ميزانية العمل الإغاثي للمنظمات الإنسانية بل إن العديد منها أعلن انسحابه من اليمن مع تفشي فيروس كورونا، بالتزامن مع ارتكاب جرائم بحق العديد من أعضاء تلك المنظمات على يد العناصر الإخوانية والحوثية.
طالب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الحوثيين بوقف اعتداءاتهم في مأرب، داعيا إلى وضع حد للحرب التي تشنها العناصر المدعومة من إيران في اليمن، وهو أمر تكرر في غالبية كلمات الدول التي قدمت مساعدات ومنح والتي تخشى من إمكانية عدم وصول هذه الأموال إلى مستحقيها.
وخلال مؤتمر المانحين، كشف وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط جيمس كليفرلي، اعتزام المملكة المتحدة تقديم 87 مليون جنيه إسترليني لليمن خلال العام الجاري، كما رصدت ألمانيا 200 مليون يورو دعمًا لخطة الاستجابة الإنسانية في اليمن.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، خلال مشاركته في مؤتمر المانحين لليمن، المنعقد اليوم الاثنين، إن مسؤوليتنا المشتركة تحتم توفير السبل لوضع حد للأزمة، وأوضح أنه يتعين الضغط بشكل متزايد على من يعرقلون وصول المساعدات للمدنيين، في إشارة إلى مليشيات الحوثي الإرهابية، مشيرا إلى أن الوضع الإنساني أصبح أسوأ خلال الأسابيع الماضية بسبب هجوم المليشيات المدعومة من إيران على مأرب.
ومن جانبها كشفت وزيرة الخارجية السويدية آن ليندي، عن تخصيص 31 مليون دولار أمريكي كمساعدة لليمن، وأشارت خلال كلمتها بمؤتمر المانحين لليمن الذي تستضيفه بلادها إلى أن 40% من الأطفال تحت الـ5 أعوام يعانون من سوء تغذية، وأوضحت أن هناك 5 ملايين شخص قاب قوسين أو أدنى من المجاعة.
كما أعلن عبد الله الربيعة رئيس مركز الملك سلمان للإغاثة رصد المملكة العربية السعودية 430 مليون دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية لهذا العام في اليمن، ودعا إلى وقفة حازمة من المجتمع الدولي بوجه اعتداءات مليشيا الحوثي الإرهابية إلى المدنيين، مشيرا إلى أن المليشيات المدعومة من إيران تهدد مأرب التي تعتبر ملاذ النازحين.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، قد حذر من أن أكثر من 16 مليون شخص في اليمن سيتعرضون للجوع هذا العام، ويعيش نحو نصف مليون شخص في ظروف أشبه بالمجاعة، وحذر الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، يان إيغلاند، الاثنين، خلال زيارة تستمر لأسبوع إلى اليمن، من أن "جماعات الإغاثة مضغوطة ومحرومة من التمويل الكافي بشكل كارثي".