الإمارات.. العون الدائم لليمن

سلطان حميد الجسمي

تعيش بعض شعوب الشرق الأوسط إلى يومنا هذا في حروب مستمرة، ونيران مشتعلة من قبل جماعات ومنظمات إرهابية وتدخلات الدول والطامعين؛ من أجل القيام بعمليات تخريب، ونهب ثروات شعوبها، كما نراه اليوم في العراق وسوريا واليمن وليبيا، وبعض المناطق الأخرى. ولا يوجد حتى أمل ضئيل بأن يحل السلام على شعوب هذه البلدان؛ لأسباب كثيرة معقدة، سياسية واقتصادية، ولليمن النصيب الكبير من الحرب المديدة؛ حيث يعيش الشعب اليمني أسوأ حالاته من جميع النواحي سواء أكان ذلك صحياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً أو سياسياً، فهذه الجوانب مهمة؛ لتمكين البشر من العيش في نمط حياة مستقر وآمن.

 وللأسف فإن الحوثيين أفسدوا تماماً كل مقترحات السلام في اليمن؛ بسبب أطماعهم في ثروات اليمن والسلطة، وأيضاً التدخلات الخارجية التي تدعم هذا التنظيم الذي قتل من الشعب اليمني آلاف الآلاف من دون رحمة، وهو مستمر في عمليات القتل والنهب والخطف، وكل جرائم الحرب اللاإنسانية. وللأسف وبعبارة صريحة، فإن كل الجرائم تقع أمام مرأى من المجتمع الدولي الذي بقي مكتوف اليدين من دون أية مواقف جادة ومفيدة، ويرجع ذلك إلى الضغوط الدولية من دون مراعاة بأن المواطن اليمني له الحق كباقي البشر في العيش باستقرار وأمان، إلا أن هذا المبدأ ليس لشعوب الشرق الأوسط.

 شاركت دولة الإمارات منذ الحرب اليمنية بقواتها المسلحة وشبابها البواسل المخلصين في الحرب مع قوات التحالف التي تقودها المملكة العربية السعودية؛ تلبية لنداء الواجب، وقد حرر التحالف العربي العديد من الأراضي التي كانت تحت ظلم واستبداد الحوثي الذي لا يعرف غير لغة القمع والقتل، وغيره من المنظمات الإرهابية التي تلعب دوراً محورياً في تأجيج الحرب. وقد عملت القوات المسلحة الإماراتية يداً بيد مع قوات التحالف على استرجاع أجزاء واسعة من قبضة الحوثي، والمحافظة على أمن واستقرار المناطق التي تقع تحت سيطرة الحكومة اليمنية الشرعية، وقد قدمت دولة الإمارات شهداء من أبنائها المخلصين؛ نصرة للشعب اليمني؛ وتأدية للواجب، وضربوا أمثلة في الفداء والتضحية، والدفاع عن هذا الشعب العربي، فالشعب اليمني المخلص اليوم يدرك ذلك تماماً، وهو فخور جداً بتضحيات شباب الإمارات المخلصين.

 إن دولة الإمارات ملتزمة في تقديم المساعدة لليمنيين، وهي شعلة حملها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ولم تنطفئ هذه الشعلة أبداً، فقد حملها من بعده قادة الإمارات وحكامها، حفظهم الله، وبلغت إجمالي مساعدات دولة الإمارات التي قدمتها لليمن 6 مليارات دولار منذ عام 2015، وقد قدمت هذه المساعدات؛ لدعم الوضع الإنساني بشكل رئيسي، إضافة إلى ذلك قدمت المساعدات التي أسهمت في تيسير الحياة اليومية من تأهيل المدارس، وإعادة بنائها، وبناء مدارس جديدة، وبناء المستشفيات، وإعادة صيانتها وتزويدها بأحدث الأجهزة الطبية والأدوية العلاجية، وبالأخص للأمراض المعدية والمزمنة، وإعادة بناء المطارات والموانئ؛ لتسيير حركة البشر والتجارة، وبناء الطرق وتأمين الطاقة وبناء المساكن وغيرها من المشاريع والمبادرات بشراكة مع المنظمات الإنسانية، التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإنسانية؛ لضمان وصول المساعدات للمحتاجين والمحافظات اليمنية، وأيضاً تعد دولة الإمارات من أكبر المساهمين ومقدمي الدعم للشعب اليمني في الظروف التي يعيشها العالم اليوم؛ بسبب تفشي جائحة فيروس «كورنا» المستجد.

 إن دولة الإمارات مستمرة في عطائها للشعب اليمني في جميع الظروف؛ بسبب العلاقة التاريخية المتينة التي تجمع بين الشعبين العربيين الشقيقين، فقبيل أيام جددت دولة الإمارات التزامها تجاه الشعب اليمني، وقدمت مساعدات بقيمة 844 مليون درهم؛ دعماً إضافياً للشعب اليمني، الذي يعيش ظروفاً استثنائية؛ بسبب الحرب وجائحة «كورونا»، فكانت دولة الإمارات كالعادة عوناً وسنداً.


مقالات الكاتب