مكافحة سوء التغذية.. جهود أممية لكبح جماح الوجع الأليم
يمثّل سوء التغذية إحدى التداعيات المرعبة والفتاكة التي نجمت بشكل مباشر عن الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية منذ صيف 2014، وخلّفت وراءها أزمة إنسانية مُصنّفة بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم.
ويولي المجتمع الدولي، عبر منظماته الإغاثية، اهتمامًا كبيرًا بالعمل على التصدي لهذه الأعباء التي خلّفتها الحرب، وضمن هذه الجهود جاء قرار منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" بتوسيع نطاق برنامج التغذية لإنقاذ الأطفال المرضى بسوء التغذية الحاد.
المنظمة الأممية قالت في تغريدة على حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إنَّ القرار جاء استجابة للمؤشرات المقلقة لأحدث تصنيف مرحلي متكامل للأمن الغذائي.
فيما تحمل مثل هذه الجهود أهمية بالغة فيما يتعلق بالعمل على تحسين الأوضاع المعيشية في اليمن، فإنّ هناك حاجة ماسة لتكثيف العمل الإغاثي ليطال كافة القطاعات، بما يمكّن السكان من تجاوز الأعباء التي خلّفتها الحرب القائمة.
وعلى وجه التحديد، فإنّ هناك حاجة ماسة لأن يتم تكثيف الجهود الإغاثية فيما يتعلق بمواجهة سوء التغذية باعتبار أنّ هذه الأزمة واحدة من الأزمات التي سجّلت حضورًا مرعبًا وتفشيًّا فتاكًا، لا سيّما في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وعلى وجه التحديد، تكبّد الأطفال كلفة باهظة للغاية من جرّاء تفشي هذه الأزمة المروعة وتصاعد حدتها طوال الفترة الماضية، وسط غياب تام لأي معالم استقرار معيشي تنشده قطاعات عريضة من السكان.
تعبيرًا عن هذا الوضع المروّع، فقد حذّرت منظمات الأغذية والزراعة (فاو) والأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) والأغذية العالمي والصحة العالمية مؤخرًا، من معاناة مليونين و300 ألف طفل دون الخامسة في اليمن من سوء التغذية الحاد في العام نفسه.
وذكر بيانٌ مشترك صادر عن المنظمات الأربع أنَّ الأرقام في تقرير سوء التغذية الحاد للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، تشير لارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد والحاد الوخيم بمقدار 16٪ وَ 22٪ على التوالي بين الأطفال تحت سن الخامسة، بالمقارنة بالعام الماضي.
في الوقت نفسه، حذَّرت وكالات الأمم المتحدة من أن هذه الأرقام كانت من بين أعلى معدلات سوء التغذية الحاد الوخيم المسجلة في اليمن منذ تصاعد النزاع عام 2015.
وفيما تكشف كل هذه المعلومات هول الأوضاع الإنسانية والأعباء التي خلّفتها الحرب المستعرة، فإنّ المرحلة المقبلة تستلزم ضرورة العمل على تكثيف العمل الإغاثي بما يوقّف هذا التوحّش الحاد في تصاعد أزمة سوء التغذية.