الخِسة الحوثية في أبشع صورها.. لماذا فصل المتوكل موظفي هيئة الأدوية؟

الأربعاء 3 مارس 2021 23:29:00
testus -US

لا يقتصر الحوثيون على توجيه رصاصهم الغادر تجاه القطاع الصحي الذي تكبّد كلفة باهظة من جرّاء ممارساتهم الإجرامية، لكنّ المليشيات وصل بها الأمر لأنْ تعاقب ذوي الضمائر اليقظة الذين يرفضون تعريض حياة السكان للخطر.

الحديث عن توجيهات أصدرها وزير الصحة في حكومة مليشيا الحوثي "غير المعترف بها" المدعو طه المتوكل بإقالة عدد من الموظفين في الهيئة العليا للأدوية، واستبدالهم بموظفين جدد بعد رفضهم أوامره بالإفراج عن شحنات أدوية مخالفة.

"المشهد العربي" علم مزيدًا من التفاصيل من مصدر مطلع قال إنَّ الوزير الحوثي وجه مذكرة إلى الهيئة، طالب فيها بنقل سبعة مسؤولين في أقسام مختلفة وحددهم بالاسم وهم (عدنان العودي، وأنور الرباصي، ونادر القباطي، ومواقف البكيلي، ومروان الجوفي، وصالح الجوفي، وعبدالباقي الحناني).

وبحسب المصدر، فإنّ الوزير الحوثي هدد بفصل كل من يرفض أوامره وإلغاء تعاقد المتعاقدين.

وكان أحد تجار الأدوية استعان بالمدعو المتوكل لتمرير شحنة أدوية محتجزة كونه صدرت أوامر سابقة من الهيئة بمنع دخول تلك الأصناف، غير أن الوزير الحوثي أصر على تمرير الشحنة بعد حصوله على نسبته من التاجر، وبعد رفض الأوامر، أمر بنقل الموظفين الذين حددهم بالاسم بالعمل لدى الوزارة كإجراء انتقامي.

إقدام الوزير الحوثي على اتخاذ هذه الخطوة التي وصفها نشطاء بـ"الشيطانية"، نابعٌ من سيطرته الكاملة على هيئة الأدوية التي تدر دخلًا دولاريًّا كبيرًا بالدولار من تصاريح دخول شحنات الأدوية إلى مناطق سيطرتهم.

وفيما تبرهن هذه الجريمة على مدى وحشية المليشيات الحوثية وكيف أنّها تتمادى في جرائمها إلى حد اللا معقول، فإنّها تُضاف إلى سلسلة طويلة من الجرائم التي ارتكبتها المليشيات ضد القطاع الصحي بشكل عام، وخلّفت وراءها قائمة طويلة من الضحايا.

وعلى مدار الفترة الماضية، غرست المليشيات الحوثية بذور بيئة صحية شديدة التردي أفسحت المجال أمام تفشي الكثير من الأمراض والأوبئة وسط انهيار تام وشامل للمنظومة الصحية في المناطق الخاضعة لسيطرة هذا الفصيل الإرهابي.

ما فاقم من التردي الصحي هو أنّ المليشيات الحوثية تواصل العمل على تعطيل عمل المستشفيات وإخراجها عن الخدمة، وهو ما حرم أعدادًا ضخمة من السكان من الحصول على هذه الخدمات.

فضلًا عن ذلك، لا تتوقّف المليشيات الحوثية عن ارتكاب الجرائم والاعتداءات ضد الكوادر الطبية بغية عرقلة عملهم بشكل كامل، وهو ما يُكّبد السكان كلفة باهظة للغاية من هول هذا الإجرام.

هذه الصنوف المتعددة من الإجرام الحوثي يمكن القول إنّها أدّت بشكل مباشر إلى صناعة أزمة صحية شديدة التردي حاصرت قطاعات عريضة من السكان بين براثن أزمات وأوجاع لا تُطاق على الإطلاق، وصرخات سمع صداها العالم أجمع.