بسبب مسيَرات الحوثي.. العالم يضيق الخناق دبلوماسيا على إيران
تمضى المليشيات الحوثية في تصعيدها ضد المملكة العربية السعودية عبر زيادة أعداد الطائرات والصواريخ التي تقوم بإطلاقها يوميا، لكن في المقابل فإن ذلك التصعيد يواجه انتقادات دولية متصاعدة أيضا إلى الدرجة التي أضحت فيها إيران محاصرة دبلوماسيا من جوانب عدة، وقد يكون لذلك التضييق إلى جانب العملية العسكرية التي أطلقها التحالف العربي، اليوم الأحد، سببا مباشرا في تراجعها.
تأخذ اللهجة التي تحدثت بها العديد من العواصم العالمية خلال اليومين الماضيين على أنها لن تقبل باستمرار هذا العبث الذي يهدد الأمن والسلم الإقليميين، وهذه اللهجة لا تشكل ضغطا فقط على إيران بل إنها تطال أيضا الولايات المتحدة الأميركية التي اضطرت هي الأخرى للتصعيد من لهجتها بعد أن مددت العقوبات المفروضة على طهران لعام آخر، وكان من المقرر أن تلغيها هذا العام.
بالرغم من أن قرار الاستمرار في العقوبات لا يضاهي قوة قرار إدارة ترامب بتصنيف الحوثي منظمة إرهابية ولا تؤكد على أن هناك توجها أميركا صارما ضد إيران، غير أنه يعد أسلوب اعتراض رمزي على استمرار الهجمات وقد يكون قابلا للتصاعد مستقبلا حال استمر الضغط الدولي الحالي الذي أحرج الولايات المتحدة وجعلها متهمة بصورة غير مباشرة بعد أن أعطت العديد من الإشارات الخضراء لإيران.
بالطبع لا تكفي الإدانات الدولية لوقف التصعيد الحوثي غير أنها إشارات تبرهن على أن المجتمع الدولي يقف في صف المملكة العربية السعودية والتحالف العربي ومساندا لجميع خطواته للتعامل مع الإرهاب الإيراني، وهو ما يجعل العملية العسكرية التي أطلقها التحالف العربي تحظى برضاء دولي في إدراك المجتمع الدولي بخطورة التصعيد الإيراني بالأساس.
قُتل وأصيب عدد من الخبراء التابعين لمليشيا الحوثي الإرهابية اليوم الأحد، بالغارات التي شنتها مقاتلات التحالف على معسكرات وثكنات المليشيات بصنعاء، وقالت مصادر لـ"المشهد العربي"، إن خبراء تابعين لمليشيا الحوثي في مجال تجميع وإطلاق الطائرات المُسيرة، قتلوا وأصيبوا في الغارات.
أعلن التحالف العربي، مساء اليوم الأحد، تدمير دفاع جوي مُعادٍ من نوع "سام ـ 6" تابع لمليشيا الحوثي الإرهابية في محافظة مأرب، وشدد على أنه يواصل دعم العمليات بمأرب لمواجهة مليشيا الحوثي الإرهابية، وحماية المدنيين.
يشار إلى أن عدد المُسيرات التي أسقطتها دفاعات التحالف العربي، خلال الساعات الماضية، وصلت إلى 12 مُسيرة، قبيل استهدافها أراضي المملكة العربية السعودية.
أدانت وزارة الخارجية الإماراتية استمرار هجمات مليشيا الحوثي الإرهابية، مؤكدة استخفافها بجميع القوانين والأعراف الدولية، وعبرت في بيان، منذ قليل، عن استنكارها لمحاولات المليشيات المدعومة من إيران استهداف المدنيين والأعيان المدنية بطريقة ممنهجة.
وحثت المجتمع الدولي على أن اتخاذ موقف فوري وحاسم لوقف هذه الأعمال المتكررة التي تستهدف المنشآت الحيوية والمدنية، وشددت على أن هذه الهجمات في الآونة الأخيرة تعد تصعيدًا خطيرًا ودليلًا جديدًا على سعي هذه المليشيات إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة.
وحذر البرلمان العربي من استمرار محاولات مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، استهداف المدنيين والأعيان المدنية في المملكة العربية السعودية، معربًا عن إدانته أي اعتداء على سيادة المملكة أو تهديد لأمنها واستقرارها، وجدد تضامنه مع السعودية تجاه هذه الهجمات الإرهابية المتكررة، مشيرًا إلى دعمها في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها.
أدان الأردن، تصعيد مليشيا الحوثي الإرهابية الخطير والمستمر باستهداف المناطق المدنية في المملكة العربية السعودية، واستنكر الناطق باسم وزارة الخارجية الأردنية، السفير ضيف الله الفايز، هذه الأفعال الإرهابية الجبانة، مؤكدًا أنها تشكّل خرقا صارخا للقانون الدولي الإنساني.