الانتقالي.. شوكةٌ لا خيار غير بلعها!!
وهيب الحاجب
أخطأ كهنةُ الشرعيةِ اليمنية ودجالوها عندما اعتقدوا أن مشاركةَ الانتقالي في حكومة المناصفة هو "ابتلاع" للمجلس، وخابتْ حساباتُ الكهنةِ حينما رأوا في دبلوماسيةِ الانتقالي وأدواته السياسية ومنهجه لاستعادة دولة الجنوب، تراجعاً عن الثوابت والمبادئ التي قام عليها المجلس، أخذتْهمُ العزةُ بالإثم عندما فسّروا احترام الانتقالي وأجنحته العسكرية لمسار السلام بأنه خنوعٌ وتسليمٌ بإعادة الجنوب إلى باب اليمن... فطن الكهنةُ والعرافون خيبتهم وخطأ حساباتهم وها هم اليومَ، من داخل حكومة المناصفة، يعملونَ لإفشال كل الاتفاقات الموقع عليها في ميثاق الشراكة، ها هم يسخّرون إمكاناتهم لتدمير الانتقالي، بتفكيك قواته العسكرية وتشتيت حواضنه الشعبية بقطع المرتبات وافتعال الأزمات؛ في محاولاتٍ بائسة لإبعاد "شبح" الانتقالي الذي بات كابوساً يؤرق مضاجعَ المخططات اليمنية المعادية لمشروع استعادة دولة الجنوب.
الانتقالي، رغم القصور والأخطاء، هو شوكةٌ فرضتْ مكانها ومشروعها في حلق الشرعية اليمنية.. شوكةٌ عَلِقتْ في حلق الشرعية، فلا هي قادرةٌ الآن على بلعها ولن يكون بمقدورها قذفها والتخلص منها.
لم يعدْ أمامَ هذه الشرعيةِ من خياراتٍ، اليومَ، سوى البحث عن "مسهّلات" لبلع "الشوكة" والاعتراف بحق الجنوب في إعلان دولته المستقلة، فبدون "البلع" سيكون "القذف" أكثرَ إيلاماً وأكبرَ تكلفة.