الجنوب عضو عربي فاعل في مواجهة المشروع الإيراني
رأي المشهد العربي
تعمل إيران على تنشيط مليشياتها الإرهابية في المنطقة لتمديد مشروعها الإرهابي الذي يسعى للهيمنة على أكبر قدر من العواصم العربية، مع وجود إدارة أمريكية جديدة أعطت لها الضوء الأخضر للمضي قدمًا نحو تنفيذ هذا المخطط وإنزاله على الأرض، ما يظهر واضحًا في التصعيد الحوثي الحالي ضد المملكة العربية السعودية، إلى جانب تصاعد الأوضاع العسكرية في كل من سوريا والعراق مع استمرار تأزم الموقف في لبنان.
بالنظر إلى ما يجري في اليمن فإنه لا توجد قوة على الأرض تستطيع مجابهة هذا المشروع سوى الجنوب والذي يتمتع بقوة سياسية ودبلوماسية عبّر عنها المجلس الانتقالي الجنوبي في مناسبات عديدة، واستطاع أن يصبح بمقتضاها رقمًا لا يمكن تجاوزه في حل الأزمة اليمنية، إلى جانب قوة عسكرية متمثلة في القوات المسلحة الجنوبية التي كان لها دور بارز في تحصين الجنوب من مليشيات الحوثي الإرهابية، ولديها خبرات مهمة في التعامل مع المليشيات والتنظيمات الإرهابية التي تستهدف الجنوب.
هذا بالإضافة إلى قوة شعبية متماسكة تقف بكل قوة أمام مشاريع الاحتلال اليمني ولديها القدرة على أن تكون حاسمة في رسم مستقبل الجنوب بعد أن عُدّت أحد الأسباب التي شكلت ضغطا على الشرعية الإخوانية لتوقيع اتفاق الرياض من قبل، وتلك القوة ترتكن على رصيد ثقافي قديم لدولة الجنوب العربي قبل الاحتلال اليمني، هذا الرصيد يشكل أحد أوجه القوة العربية الناعمة التي من الممكن أن تلعب دورًا مهمًا في إجهاض المشروع الإيراني الذي يقوم على أسس فكرية متطرفة.
يشكل التعاون القوي بين المجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف العربي أحد الأسباب التي تجعل الجنوب عضوًا عربيًا مهمًا في مواجهة جرائم إيران بالمنطقة، وأثبت هذا التعاون قدرته على دحر المليشيات الحوثية من قبل في العام 2015، وهو قادر أيضًا على أن يكون الجنوب نقطة انطلاق التعامل مع الإرهاب الحوثي الحالي، تحديدًا في ظل خيانة الشرعية الإخوانية وتنسيقها مع العناصر المدعومة من إيران.
استطاع الجنوب أن يحصر مواجهة المليشيات الحوثية في الشمال، وهو ما يساهم في تسهيل مهمة التحالف العربي في التعامل مع التهديدات التي تأتي من تلك المناطق، كما أن الجنوب تمكن من حفظ أمن خليج عدن وهي منطقة حيوية طالما شكلت هدفًا للمشروع الإيراني، واستطاع الجنوب أن يشكل حائط صد أمام مشروع تسليم الشمال للحوثي في مقابل هيمنة الشرعية الإخوانية على الجنوب من خلال تنفيذ الشق السياسي وأجزاء من الشق العسكري لاتفاق الرياض، ما يضع مزيد من العراقيل أمام المليشيات الحوثية في مأرب.
يُعتبر الجنوب عضوًا عربيًا لا يمكن الاستغناء عنه لكنه بحاجة إلى مزيد من الدعم حتى يتمكن من أداء المهمات الموكلة إليه، ولعل استعادة دولة الجنوب وبناء مؤسسات جنوبية قوية يشكل بعدًا مهمًا في حماية الأمن القومي العربي.