النساء في زمن الحرب الحوثية.. أجساد ضعيفة تفتك بها آلة القمع الغاشمة
كلفة باهظة للغاية تكبّدتها النساء على مدار سنوات الحرب العبثية القائمة منذ صيف 2014، بسبب الاعتداءات واسعة النطاق التي دأبت على ارتكابها المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران.
ففي أحدث ضحايا هذه الاعتداءات الإجرامية، أصابت مليشيا الحوثي الإرهابية، خلال الساعات الماضية، سيدة بنيرانها في مدينة حيس جنوبي الحديدة، استمرارًا للتصعيد ضد المدنيين.
وفي التفاصيل، كشفت مصادر طبية عن إصابة المواطنة زهرة أحمد جمال (35 عامًا)، بشظايا سلاح من عيار 23، بالقرب من منزلها.
وأكدت المصادر في تصريحاتها، أنّه تمّ إسعاف المصابة إلى نقطة طبية تابعة للقوات المشتركة قبل نقلها إلى مستشفى الخوخة الميداني.
"زهرة" تُضاف إلى قائمة طويلة من الضحايا الذين طالتهم يد الاعتداء الحوثية الغاشمة، بعدما توسّعت المليشيات الإرهابية في ارتكاب أبشع صنوف الجرائم والاعتداءات ضد النساء حتى تكبّدن كلفة مرعبة ولا تُطاق على الإطلاق.
بشكل عام، أظهرت تقارير أممية سابقة حجم الكلفة البشرية المرعبة الناجمة عن الاعتداءات الحوثية، حيث تبيّن وفاة نحو 233 ألف شخص بسبب الحرب في اليمن، بينهم 131 ألفًا بأسباب غير مباشرة مثل نقص الغذاء والخدمات الصحية والبنية التحتية.
الكلفة التي تكبّدتها النساء لا تقف عند حد هذا الاستهداف الخبيث، فجرائم الاختطاف والاعتقال توسّعت المليشيات في ارتكابها ضدهن على نحوٍ كبّدهن كلفة مرعبة للغاية ما جرّاء ما ارتكبته المليشيات من جرائم تعذيب ضدهن.
ويبلغ عدد المختطفات في المعتقلات السرية للمليشيات نحو 1121 امرأة، بينهن فتيات قاصرات وأخريات مسنات، وهناك يتعرّضن لأبشع أنواع التعذيب والمعاملة القاسية، علمًا بأنّ هذا الإحصاء "الأممي" ربما يكون غير دقيق استنادًا إلى إمكانية أن تكون هناك جرائم يرتكبها الحوثيون ولا يُعرف عن أمرها شيء.
المعلومات الواردة من قلب السجون الحوثية تقول إنّ النساء الضحايا في السجون السرية التابعة لقيادات معروفة في المليشيات الإرهابية يواجهن ظروفًا مأساوية جراء الاعتداءات الجسدية والجنسية عليهن.
الأمر المثير للرعب أنّ هناك بعض النساء الضحايا اللاتي دخلن في حالات نفسية سيئة جراء التعذيب الممنهج والمتعمد لإذلالهن وامتهانهن وتدمير نفسياتهن.
أسفرت هذه الممارسات الحوثية الإجرامية عن محاولات انتحار كثيرة للنساء الضحايا في هذه السجون, فضلًا عن إصابة بعض المعتقلات والمختفيات قسرًا بعاهات وإعاقات جسدية جراء التعذيب الوحشي الذي تعرضن له.
إلى جانب هذه الاعتداءات الجسدية المباشرة، فإنّ النساء واجهن ظروفًا معيشية قاتمة فيما يتعلق بغياب حصولهن على أي رعاية صحية وطبية، لا سيّما لدى النساء الحوامل، وهو ما عرّضهن وكذا ذويهم للخطر المحدق.