بيانات إدانة الإرهاب الحوثي.. مساعٍ أمريكية لحفظ شعرة معاوية مع السعودية
مواقف دبلوماسية عديدة تصدرها الإدارة الأمريكية، تحمل إدانة صريحة للحوثيين، لكنّها تبقى منقوصة من اتخاذ إجراءات فاعلة تردع إرهاب المليشيات على الأرض.
ففي الوقت الذي يتصاعد فيه الإرهاب الحوثي ضد السعودية عبر هجمات تتكرّر بشكل يومي، تحرص واشنطن على إظهار قدر من التضامن مع المملكة إزاء ما تتعرّض له من تهديدات.
ففي هذا الإطار، عبرت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي عن انزعاج الولايات المتحدة الأمريكية من تكرار استهداف مليشيا الحوثي الإرهابية لأراضي السعودية.
وشددت "ساكي"، في تصريحات إعلامية، على أن الهجمات التصعيدية للمليشيات المدعومة من إيران تؤكد أنها ليست جادة بشأن السلام.
وأوضحت "المتحدثة الأمريكية" أنّ المملكة تواجه تهديدات أمنية كبيرة من اليمن وأطراف أخرى في المنطقة، مؤكدة أن تصعيد الحوثيين الإرهابيين خطير وغير مقبول.
في سياق متصل، أدانت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" هجمات مليشيا الحوثي الإرهابية تجاه السعودية، وعبتّر عن قلقها من تصاعد وتير اعتداءات المليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
وطالبت الوزارة الأمريكية، في بيان، المليشيات الإجرامية بوقف هجماتها وإظهار استعدادها للمشاركة في عملية سياسية.
بالإضافة لما سبق، أكّدت وزارة الخارجية الأمريكية أنّ هجمات مليشيا الحوثي الإرهابية تعرض حياة المدنيين للخطر.
وقالت الوزارة الأمريكية إنّ محاولات المليشيات الحوثية المدعومة من إيران استهداف المملكة العربية السعودية تظهر عدم جديتهم في تحقيق السلام، مشددة على أن تصعيد المليشيات الإرهابية غير مقبول.
ترسم هذه البيانات والمواقف الرسمية إطارًا للاستراتيجية التي تتبعها واشنطن في التعاطي مع الإرهاب الحوثي واسع النطاق والآخذ في التفاقم بشكل كبير.
ويبدو أنّ الإدارة الأمريكية تحاول المحافظة على "شعرة معاوية" مع السعودية، ولا يبدو أنّها قد تجازف بخسارة شريك مهم في المنطقة بحجم المملكة العربية السعودية.
إقدام واشنطن على إظهار هذا الدعم يرتبط بأنّ هناك الكثير من الانتقادات التي وُجّهت للإدارة الأمريكية بأنّها سبب رئيسي ومباشر في تفاقم الإرهاب الحوثي الغاشم، وذلك بعدما أعلنت إدارة الرئيس جو بايدن التراجع عن تصنيف المليشيات الحوثية تنظيمًا إرهابيًّا.
وفيما تراهن واشنطن على سياسة الدعم الدبلوماسي "المكتوب" عبر لغة البيانات لأن تحفظ علاقتها وشراكتها مع السعودية، فإنّ هذا الأمر لن يكون مجديًّا بشكل كبير.
ومن المؤكّد أنّ دولة بحجم الولايات المتحدة وهي تملك خيارات كبيرة للضغط على الحوثيين ومحاسبتهم على الجرائم الغادرة التي يرتكبونها، فهي مطالبة بممارسة أكبر قدر من الضغوط على المليشيات المدعومة من إيران، لإجبارها على وقف الاعتداءات التي تهدّد أمن المنطقة برمتها.