فلول الإخوان بالجنوب في مرمى نيران الغضب الشعبي
بعد أن تمكن المجلس الانتقالي الجنوبي من تفكيك الشرعية التي سيطر عليها مليشيات الإخوان عبر اتفاق الرياض وتنفيذ الجزء السياسي عبر تشكيل حكومة المناصفة لم يبقى سوى السلطة المحلية في بعض المحافظات الجنوبية التي مازالت تحت سيطرة عناصر الإخوان أو ما يمكن وصفهم بـ"فلول الإخوان"، والذين يستمرون في إشعال حروب الخدمات في وجه أبناء المحافظات الجنوبية.
أضحت السلطة المحلية للإخوان في الجنوب في مرمى نيران الغضب الشعبي في أعقاب تزايد وتيرة المظاهرات الرافضة لتردي الأوضاع الخدمية والمعيشية، وهو ما يمهد لاقتلاعها بعد أن أضحت من دون سند سياسي يحميها، تحديداً وأنه في المقابل هناك جهود حثيثة تقوم بها الوحدات المحلية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظات والمديريات المختلفة استطاعت وفقاً للإمكانيات المتاحة لها أن تتعامل مع جزء هذه الأزمات وبالتالي أضحى هناك إدراك بأنها قد ستكون البديل الأفضل بالنسبة إليهم.
اندلعت شرارة الغضب الشعبي من حضرموت ووصلت إلى محافظة لحج وأخيراً إلى محافظة أبين التي خرجت فيها مظاهرات رافضة لانقطاع الكهرباء لليوم السادس على التوالي ما أدى إلى أزمات طاحنة على كافة المستويات المعيشية والخدمية، ما يعني إمكانية تمددها إلى باقي المحافظات التي تشهد أوضاعاً مماثلة تحديداً شبوة التي تشهد انتهاكات يومية بحق المواطنين الأبرياء.
لكن في المقابل فإن تركيز "فلول الإخوان" على إشعال الأزمات المعيشية في المحافظات الجنوبية لا يخلو من أبعاد سياسية ترتبط بالمليشيات الساعية للهيمنة على المقدرات الجنوبية وهو أمر أدركه أبناء الجنوب الذين انتفضوا ضد تلك الجرائم.
وتركزت المظاهرات في محافظات حضرموت حيث تشكل عمق دولة الجنوب العربي وأكبر المحافظات الجنوبية مساحة، إلى جانب أبين والتي شهدت معارك عسكرية طاحنة قبل تشكيل حكومة المحاصصة، وكذلك لحج التي تسعى مليشيات الإخوان لتوظيفها حتى تكون ساحة خليفة من الممكن خلالها اختراق العاصمة عدن، ونهاية بشبوة الغنية بالنفط والتي لديها امتدادات بحرية على بحر العرب.
دخلت اليوم الثلاثاء، أزمة انقطاع الكهرباء في مديريتي زنجبار و خنفر بمحافظة أبين، يومها السادس، ويعيش سكان المديريتين في ظلام دامس جراء انهيار منظومة الكهرباء، مع انطلاق موجة غضب، وخرج محتجون في زنجبار وجعار، وقطعوا الطرق وأحرقوا إطارات المركبات وأوقفوا خطوط السير.
وطالب موظفو كهرباء ردفان بمحافظة لحج، خلال وقفة احتجاجية، اليوم الثلاثاء، بمحاسبة الفاسدين في المؤسسة، ودعوا إلى إحالة المتورطين في قضايا فساد إلى النيابة العامة، مؤكدين أن تدهور شبكة الكهرباء مسؤولية أطراف فاسدة بإدارة المؤسسة.
انطلقت مسيرة شعبية حاشدة، صباح اليوم الثلاثاء، من أمام مبنى محافظة أبين القديم، للمطالبة بطرد المحافظ الموالي للإخوان، ورفع المحتجون شعارات منددة بسياسات المحافظ، ودوره في تعميق الأزمات المعيشية في أبين، وسط دعوات للتحقيق في مخالفات إدارية، وشدد المحتجون - في بيان عقب المسيرة – على سرعة إنجاز تطبيق اتفاق الرياض وتعيين محافظًا لأبين.
تجددت الاحتجاجات الشعبية، صباح اليوم الثلاثاء، على انقطاع الكهرباء وتدهور الخدمات في محافظة لحج، وأضرم المحتجون النار في إطارات السيارت على امتداد الشارع العام، من الدباء إلى جولة الأمن السياسي، وطالبوا برحيل المحافظ الموالي للإخوان المدعو أحمد تركي، محملينه المسؤولية عن الفوضى في المحافظة.