محرقة المحتجزين الأفارقة تُعري جرائم القتل داخل سجون الحوثي

الأربعاء 10 مارس 2021 00:05:00
testus -US

كشفت المحرقة التي وقعت في أحد أماكن احتجاز الأفارقة في صنعاء عن حجم الانتهاكات التي تمارسها المليشيات الحوثية بحق سجنائها الذين تزج بهم في أماكن متكدسة وترتكب جرائم القتل بحق الكثير منهم بدم بارد في غياب المنظمات والهيئات الدولية التي تفشل في الوصول إلى مثل هذا النوع من الجرائم وتوثيقها.

تضع المحرقة التي تعرض لها المحتجزون الأفارقة المليشيات الحوثية تحت مقصلة المحكمة الجنائية الدولية باعتبارها ارتكبت جريمة حرب متعمدة بحق مجموعة من الأشخاص من جنسيات مختلفة قامت باختطافهم، وبالتأكيد كان هدفها الأساسي هو التعامل مع هؤلاء كمرتزقة تدفع بهم إلى جبهات القتال ضمن عناصرها، في مقابل ارتكاب جميع الجرائم التي تتعارض مع جميع مواثيق حقوق الإنسان بل وكافة المعاهدات الدولية الخاصة في هذا المجال.

تعمل المليشيات الحوثية على استغلال حاجة المهاجرين الأفارقة للمال من أجل الزج بهم في العمليات العسكرية، وكذلك فإنها توظفهم لتهديد أمن المملكة العربية السعودية عبر مساعدتهم في الوصول إلى أراضيها المتاخمة للمناطق المسيطرة عليها العناصر المدعومة من إيران، غير أن الجريمة الأخيرة كفيلة بفضح ممارساتها بحقهم إذا كان هناك تحرك دولي جاد للتعرف على تفاصيل الواقعة.

أكدت مصادر طبية وحقوقية ارتفاع أعداد قتلى محرقة الأفارقة في أحد مراكز الاحتجاز التابع لمليشيا الحوثي الإرهابية في صنعاء، في وقت تمنع فيه المليشيات فريقًا من مكتب منظمة الهجرة الدولية من معاينة مسرح المحرقة الواقع في مصلحة الهجرة والجوازات.

وكشفت في تصريحات لـ "المشهد العربي"، عن إحصاء أكثر من 40 جثة لأفارقة معظمهم من الإثيوبيين في ثلاجات مستشفيات صنعاء الحكومية والأهلية بعضها متفحمة، وأشارت إلى أن هناك معلومات أن عدد القتلى سيرتفع كون هناك عدد من الجثث في ثلاجات مستشفيي الشرطة في حدة والحصبة.

وأضافت أن المليشيا المدعومة تفرض تكتمًا شديدًا على الحادثة، ومنعت فريقًا من مكتب منظمة الهجرة الدولية في صنعاء من زيارة مركز الاحتجاز الذي وقعت فيه الحادثة، كما منعت الفريق من زيارة الجرحى الذين يخضعون للعلاجات في المستشفيات.

دعت المنظمة الدولية للهجرة إلى إتاحة الوصول العاجل لتقديم المساعدات الإنسانية للمهاجرين المصابين جراء حريق مركز احتجاز المهاجرين في صنعاء، وقالت في بيان، اليوم الثلاثاء، إنه من غير المؤكد إجمالي عدد المهاجرين الذين لقوا حتفهم في حريق مرفق احتجاز المهاجرين التابع لمصلحة الهجرة والجوازات والجنسية.

وكشفت عن خضوع نحو 170 مصابًا للعلاج، مؤكدة أن العديد منهم ما يزالون في حالة حرجة، مشيرة إلى نشر فرقها من العاملين الصحيين وسيارات الإسعاف، وتقديم مواد طبية ومواد علاج الجروح والإصابات، وغيرها من المستلزمات، للمستشفيات الرئيسية لتقديم المساعدات العاجلة.

وأشارت المعلومات الأولية إلى أن سبب الحريق هو اندلاع النار بسجاد داخل مركز الاحتجاز، جراء قيام البعض بالطبخ، ويرجع ذلك لعدم مراعاة إجراءات السلامة في مركز احتجاز المُهاجرين الأفارقة والتي ضاعف من الإصابات.