متفجرات الحوثي.. دبّة القدم التي تصنع الجحيم وتشعل اللهيب
لا يمر يومٌ من دون أن يُضاف ضحايا جدد إلى القائمة الطويلة التي تعج بمن فتكت بهم الاعتداءات الغادرة التي ترتكبها المليشيات الحوثية، والتي تتمثّل أبشع صنوفها في زراعة الألغام.
ففي كلفة جديدة لهذا الإرهاب المروّع، انفجر لغم زرعته مليشيا الحوثي الإرهابية، في مواطن عشريني، بمنطقة جبل العُمري في مديرية ذُباب.
وكشف مصدر طبي عن إصابة الشاب أحمد علي الرثمي، بشظايا متفرقة في جسده إثر انفجار اللغم، وأكد تلقي المصاب الإسعافات الأولية اللازمة، مشيرا إلى إحالته للعاصمة عدن لاستكمال العلاج.
"الرثمي" هو أحدث المنضمين إلى قائمة الموت الفظيع والجرح الغائر الذين صنعتهم الجرائم الحوثية المتمثّلة في زراعة الألغام، وهي أحد صنوف الإرهاب الغاشم الذي أجادته المليشيات الحوثية على مدار الفترات الماضية.
المليشيات الحوثية منذ أن أشعلت حربها العبثية في صيف 2014، زرعت أكثر من مليوني لغم متعدد المهام والأشكال والأحجام، وهو ما أدّى - وفقًا لتقديرات سابقة - إلى مقتل أكثر من 20 ألف مدني.
الأمر المرعب أنّ معظم عمليات زرع الألغام التي قامت بها المليشيات الحوثية تمت بطريقة عشوائية دون خرائط، وفي مناطق مأهولة بالسكان وهو ما زاد من حدة الاستهداف المروّع للسكان الذين يقطنون المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات.
ولعلّ ما يبرهن على خبث نوايا الحوثيين فيما يتعلق بمحاولة استهداف المدنيين على صعيد واسع هو أنّ المليشيات تعمّدت زرع الألغام في البنى التحتية والمزارع وبين البيوت السكنية بل وداخل البيوت نفسها، وهو ما مثّل استهدافًا مباشرًا للمدنيين.
المثير للرعب أنّ المليشيات الحوثية عمدت إلى تحويل الألغام المضادة للآليات ذات المفجرات الثقيلة والمدى التفجيري الكبير إلى ألغام مضادة للأفراد، واستخدمت في ذلك دواسات كهربائية تتيح لهذا النوع من الألغام الانفجار بسهولة عندما يطأها أحد الأفراد.
كل هذه المعلومات المرعبة التي تكشف هول الإرهاب الحوثي في هذا الإطار يستوجب أن تتم محاسبة المليشيات المدعومة من إيران عليه، وألا يكتفي المجتمع الدولي بدور التوثيق أو حتى الإدانة، لكن المرحلة المقبلة تستلزم أن تكون هناك إجراءات عقابية ضد المليشيات بسبب هذا الاستهداف المروّع للمدنيين.