تمسك الانتقالي بتحقيق تطلعات الجنوبيين.. الزُبيدي يجدّد العهد
تجديدٌ للعهد أعلنه الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي فيما يتعلق بالتمسّك بمطلب الجنوبيين المتمثّل في استعادة الدولة وفك الارتباط، في وقتٍ تُحاصَر فيه القضية بالكثير من التحديات.
الرئيس الزبيدي قال في حوارٍ مع شبكة "cnn" الأمريكية إنّ احترام المجتمع الدولي لحق الشعب الجنوبي وإرادته وتطلعاته يعكس احترامه للديمقراطية وحقوق الإنسان، وشدد على أنه لا سلام بدون حل حقيقي لقضية الجنوب، حل يحترم تطلعات الشعب، مطالبًا بتمثيل حقيقي للجنوبيين في عملية السلام.
وأضاف الرئيس الزُبيدي أنّ اتفاق الرياض مهم جدًا ولم يمت، مشدّدًا على أنّ الجنوب لن يمكنه التعايش مع الجماعات المحكومة بالفوضى والقبيلة والإسلام السياسي، مؤكّدًا أنّ التعامل مع مليشيا الحوثي الإرهابية غير وارد.
تصريحات الرئيس الزُبيدي تحمل تجديدًا للعهد الذي قطعته القيادة الجنوبية على نفسها فيما يتعلق برفع لواء المطالبة باستعادة الدولة وفك الارتباط، وهو هدفٌ لا يمكن أن يحيد عنه الشعب الجنوبي، وبالتالي لن تتنازل عنه القيادة السياسية.
تحمل مثل هذه الرسائل طمأنة كبيرة لدى الشعب الجنوبي، بأنّ القيادة السياسية تظل ملتزمة أمام شعبها بالعمل على تحقيق حلمهم المتمثّل في استعادة الدولة، وهو ما يفوّت الفرصة أمام محاولة اللعب بالنار في هذا الإطار.
في الوقت نفسه، فإنّ تصريحات الرئيس الزُبيدي تبعث برسالة للمجتمع الدولي بأنّ الجنوب لا يمكن أن يتنازل عن حقه في المشاركة في أي مفاوضات تجرى من أجل التوصّل إلى حلحلة سياسية، وأن يكون صوت الجنوبيين ومطالبهم العادلة مسموعة في هذا الإطار.
هذا التمسّك الجنوبي ينبع من اتفاق الرياض الذي يتضمّن نصًا على حق إشراك الجنوب في أي مفاوضات مقبلة ترمي إلى تحقيق حل سياسي شامل، وبالتالي فالجنوب لا يمكنه أن يتنازل عن هذا الحق بأي حالٍ من الأحوال.
ولعلّ تأكيدات القيادة الجنوبية في هذا الإطار، تبعث برسائل طمأنة للمواطنين في ظل المحاولات المتواصلة لنظام الشرعية المخترقة إخوانيًّا من عرقلة أي مشاركة للجنوب في هذه المفاوضات بزعم أنّ اتفاق الرياض حقّق مبتغاه وهدفه، وهو تشكيل حكومة المناصفة.
ومن الواضح أنّ نظام الشرعية يحاول ترويج هذا السيناريو من باب الرعب الشديد من أن يتمكن المجلس الانتقالي من تحقيق المزيد من المكاسب للقضية الجنوبية العادلة وبالتالي تُمنَى أجندة الإخوان بانتكاسة كبيرة في هذا الصدد.