الغضب الشعبي يبعثر أوراق الشرعية في الجنوب

الجمعة 12 مارس 2021 18:00:00
testus -US

رأي المشهد العربي

استطاع أبناء الجنوب فرض أنفسهم رقما صعبا في معادلة الحل السياسي للأزمة اليمنية، في وقت تسعى فيه الشرعية الإخوانية لتدعيم ركائز وجودها في محافظات الجنوب مع استمرار مخططاتها الساعية لتسليم محافظات الشمال للمليشيات الحوثية، إذ شكلت المظاهرات التي اندلعت في أكثر من مديرية ومحافظة جنوبية، خلال الأسبوع الماضي، جانب ضغط جديد على جماعة الإخوان الإرهابية لم تكن تضعه في حسبانها.

تحقق المظاهرات -التي اندلعت في محافظات حضرموت ولحج وأبين- أكثر من هدف على المستوى السياسي، إذ أنها تشكل خير داعم للتحركات السياسية النشيطة للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يكثف ضغوطاته لوقف أي خطط من شأنها احتلال الجنوب والسيطرة على مقدراته، كما أنها بمثابة ذراع ثانية إلى جانب القوة العسكرية الجنوبية، التي لديها مساهمات فاعلة في عرقلة تنفيذ هذا المخطط على الأرض بفعل الانتصارات المتتالية التي حققتها في مواجهة الشرعية الإخوانية.

تشكل المظاهرات وقوتها عامل ضغط جديد على الشرعية الإخوانية التي تعرقل عمل حكومة المناصفة، والتي مازالت تخضع للتجميد من قبل أطراف محسوبة على قطر وتركيا ما يجعلها عبئا على العاصمة عدن بدلا من مساهمتها في حل الأزمات الاقتصادية والمعيشية التي يجابهها أبناء الجنوب بفعل حرب الخدمات التي تشنها الشرعية الإخوانية منذ سنوات.

تدعم المظاهرات جهود المجلس الانتقالي الجنوبي لتحريك جمود حكومة المناصفة التي تقف متفرجة على تردي الأوضاع المعيشية في الجنوب، بعد أن تلوح بأن هناك خيارات مفتوحة قد يتم الاستناد إليها في المرحلة المقبلة إذا استمر هذا الجمود على وضعه الحالي، ما يجعل الزخم الشعبي الحالي يشكل ضغطا على الأطراف المعرقلة لاتفاق الرياض، في وقت كان تسعى فيه الشرعية الإخوانية لدفنه تحت الأنقاض ولفت الأنظار عنه من أجل تنفيذ مخططاتها الاحتلالية.

تجد الشرعية الإخوانية نفسها في مأزق جراء التصعيد الشعبي الحالي، لأن سلطتها التي تتواجد في بعض محافظات الجنوب أضحت مهددة، تحديدا وأنها ليس لديها ظهير شعبي ترتكن عليه للحفاظ على تموضعها السياسي، الأمر الذي يجعلها ترضخ لضغوطات استكمال اتفاق الرياض.

وكذلك فإن استمرار التواصل والدعم بين عناصر الشرعية الإخوانية في محافظات الجنوب تحديدا في لحج وحضرموت وشبوة سيكون خاضعا ومهددا جراء الضغط الشعبي الحالي، وأن عمليات تهريب النفط وتوجيه المساعدات إلى محافظات الشمال وحرمان أبناء الجنوب من مقدراتهم لن يستمر طويلا طالما أن هناك تحركات شعبية تجابه تلك الممارسات على الأرض.