التحقيق الدولي في محرقة صنعاء كابوس يلاحق الحوثي وإيران
تزايدت وتيرة المطالبات بإجراء تحقيق دولي عاجل في محرقة الأفارقة التي راح ضحيتها عشرات اللاجئين في صنعاء الأسبوع الماضي، وهو ما يشكل كابوسًا يلاحق المليشيات الحوثية التي تخشى من توقيع عقوبات دولية عليها كانت هناك محاكمة شفافة وسريعة للواقعة التي كانت مثار رفض وغضب في غالبية بلدان العالم.
يبدو واضحا أن بشاعة جريمة المحرقة قد تدفع لتحركات أممية ودولية تحديدا وأن هناك رفضا متصاعدا للفاجعة برز من خلال المظاهرات التي نظمها الإثيوبيون في صنعاء، ما يؤكد على أن الواقعة لن تمر مرور الكرام وقد يكون هناك تحركات دولية توظف الحادث الغاشم في الضغط على المليشيات للجلوس مجددا على طاولة مفاوضات السلام، تحديدا في أعقاب لهجة التصعيد التي ظهرت على نبرة الولايات المتحدة الأميركية.
يرى مراقبون أن حادث الأفارقة يأخذ أبعادا دولية إذ أنه جرى بحق أفراد من جنسيات مختلفة وسوف تتحرك هذه البلدان لحماية مواطنيها، كما أن الحادث يكشف عن كثير مما يدور في الخفاء ويفضح ممارسات المليشيات المدعومة من إيران بحق المرتزقة الذين تستغلهم لإشعال وقود الحرب وإطالة أمد الصراع أطول فترة ممكنة.
ومثلما تخشى المليشيات الحوثية التحقيق الدولي فإن إيران أيضا تخشى الأمر ذاته، لأن مبعوثها لدى المليشيات المدعو حسن أيرلو، وهو أحد قيادات الحرس الثوري الإيراني، قد يكون متورطا في الحادث، وهو ما يجعله تحت وطأة العقوبات أيضا.
كما أن الحادث يضع المنظمات الحقوقية العاملة في صنعاء بمأزق لأنها لم تحرك ساكنا في مواجهة انتهاكات المليشيات، وفداحة الحادث تبرهن على أن هناك تقاعسا في أداء تلك المنظمات التي تتغافل كثيرا عن الجرائم التي ترتكبها وهو ما يضاعف من حجم المطالبات التي تدعم فتح تحقيق دولي في الواقعة.
تظاهر المئات من اللاجئين الإثيوبيين، اليوم الأحد، أمام مقر منظمة الهجرة الدولية في مدينة صنعاء، تنديدًا بالمحرقة الوحشية لمئات اللاجئين داخل مركز احتجاز تابع للمليشيا الحوثية الإرهابية.
وطالبت التظاهرة - التي سادها العنصر النسائي - بتحقيق دولي في المحرقة التي راح ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى، وإحالة المتورطين فيها إلى محكمة دولية، ونددت بعملية دفن الجثث دون التحقق من هويات الضحايا، واعتبر المحتجون التحرك مخالفا لكل الأعراف والقوانين والإنسانية ومحاولة للتغطية على الجريمة المروعة.
ودعا المحتجون منظمة الهجرة الدولية إلى تحسين أوضاع اللاجئين في مناطق سيطرة المليشيات المدعومة من إيران والبت في مطالبتهم بإعادتهم إلى أوطانهم.
وقالت مصادر مطلعة لـ "المشهد العربي"، إن عدد الجثث وصلت إلى 64 شخصًا، بينهم 43 جثة تم دفنها دون التعرف على هويات أصحابها، في حين لا يزال أكثر من 120 شخصًا يتلقون العلاجات.
طالب رئيس الجالية الإثيوبية في صنعاء، عثمان جلتو، بتحقيق دولي في المحرقة التي راح ضحيتها العشرات في مركز احتجاز تابع لمليشيا الحوثي الإرهابية في صنعاء، وحمل جلتو في مؤتمر صحفي عقده أمس السبت في صنعاء، السلطات التابعة للمليشيات في صنعاء، والمنظمات الدولية مسؤولية الحادث المروع الأحد الماضي.
وجاء انعقاد المؤتمر الصحفي بعد يوم واحد من قيام مليشيا الحوثي بدفن 43 جثة من الضحايا الإثيوبيين في المحرقة، دون استكمال التحقيقات في الحادث.
وكانت مليشيا الحوثي قد ضغطت على رئيس الجالية الإثيوبية لحضور مراسم التشييع، وإصدار بيان موقع من رؤساء الجاليات الإثيوبية والصومالية والجيبوتية والإريترية والسودانية يحمل منظمة الهجرة الدولية مسؤولية المحرقة، في حين أن ضحايا المحرقة معظمهم إثيوبيين وعدد من الصوماليين.
وقالت مصادر مطلعة لـ"المشهد العربي"، إن مليشيا الحوثي الإرهابية سمحت لرئيس الجالية الإثيوبية بعقد مؤتمر صحفي لتكرار ما جاء في البيان لتبرئة ساحة المليشيات، غير أن رئيس الجالية خرج عن النص تحت ضغط أسئلة الصحفيين ليطلب تحقيقًا دوليًا في المحرقة.
طالبت المنظمة الدولية للهجرة، مليشيا الحوثي الإرهابية بالسماح بالوصول إلى مركز احتجاز المهاجرين المحترق في صنعاء، وعبرت المنظمة في بيان، عن خشيتها من مقتل عدد كبير من المهاجرين في مركز الاحتجاز خلال الحريق.