الجرائم الإخوانية ضد متظاهري سيئون.. كيف يتعامل معها الانتقالي؟ (تحليل)
أحدثت الاعتداءات الغاشمة التي شنّتها المليشيات الإخوانية الإرهابية على متظاهري مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، غضبًا على مختلف الأصعدة، بما طرح تساؤلات حول كيفية تعاطي القيادة السياسية الجنوبية المتمثلة في المجلس الانتقالي مع هكذا أزمة.
البداية كانت مع اعتداءات شنّتها المليشيات الإخوانية على المتظاهرين الذين شاركوا في مسيرة حاشدة بمدينة سيئون احتجاجًا على تدهور الخدمات والغلاء، وهو ما أدّى إلى سقوط بعض الإصابات.
عناصر المليشيات الإخوانية أطلقت النيران من سلاح دوشكا على المتظاهرين السلميين في مدينة سيئون، كما اعتدت بالضرب على آخرين.
الاعتداء الإخواني جاء في أعقاب ما تشهده المدينة من عصيان مدني شامل بالقطاعين العام والخاص، ومسيرات احتجاجية على تدهور المرافق والخدمات في المحافظة، حيث ندّد المواطنون بارتفاع الأسعار وغياب الخدمات وانهيار المرافق، وتفشي الفساد في المواقع الحكومية.
وكانت مسيرة شعبية انطلقت من أمام السدة القبلية بحي السحيل، إلى مقر فرع شركة النفط بالوادي والصحراء، قبل اتجاهها إلى ساحة قصر سيئون، فيما اكتسبت المسيرة زخمًا مع انضمام أعضاء اتحاد النقابات العمالية بالوادي، قبل مرورها بشارع الجزائر وصولًا إلى المنصة ومجمع الدوائر الحكومية.
الاعتداءات الإخوانية الغاشمة أثارت موجة غضب كبيرة للغاية، لكن الأنظار وُجّهت وسُلِّطت حول كيفية تعاطي المجلس الانتقالي مع هذه الجرائم باعتباره هو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجنوبي وحامل لواء قضيته العادلة.
على الصعيد الرسمي، ندد علي الكثيري المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، بقمع عناصر المنطقة العسكرية الأولى الخاضعة لسيطرة مليشيا الشرعية الإخوانية للاحتجاجات السلمية في مدينة سيئون، بمحافظة حضرموت، بالرصاص الحي.
متحدث "الانتقالي" بعث برسالة طمأنة شديدة الوضوح، حيث تعهَّد - في بيان - بعدم إدخار المجلس جهدًا في دعم المواطنين بوادي حضرموت في تمكينهم من إدارة مديرياتهم وتخليصهم من إجرام مليشيات الشرعية الإخوانية الراعية للإرهاب.
وقال الكثيري إنَّ هذه الأفعال الإجرامية المدانة لا تصدر إلا عن قوات احتلال غاشم، مؤكدًا أنّها امتداد لسلسلة من الجرائم والانتهاكات للقوات الباغية ضد أحرار حضرموت.
بيان الانتقالي وهو يمثّل موقفه الرسمي مما جرى من اعتداءات غاشمة يمكن ترجمته إلى سلسلة من القرارات والتحركات التي قد يتم الارتكان عليها في الفترة المقبلة، ردًا على تفاقم ما تمارسه المليشيات الإخوانية من إرهاب غاشم ومروّع ضد الجنوب وشعبه.
المرحلة المقبلة تستدعي أن يتحرك المجلس الانتقالي دفعًا نحو العمل على محاسبة المليشيات الإخوانية على جرائمها التي تفاقمت كثيرًا في الفترة الماضية ضد الجنوبيين، في اعتداءات برهنت على الوجه الإرهابي لهذا الفصيل.
تحركات المجلس الانتقالي في هذا الصدد يجب أن تخرج من إطار التوثيق نحو المحاسبة على الأرض، والحديث هنا ليس عن العناصر الإخوانية التي تمارس هذا البطش المروّع ضد المواطنين الجنوبيين، لكن الأمر يجب أن قيادات نظام الشرعية التي ثبت تحريضها ضد الجنوب وشعبه على مدار الفترة الماضية.
في الوقت نفسه، يُنتظر من المجلس الانتقالي أن يُكثّف من تحركاته الرامية إلى استئصال النفوذ الإخواني من كافة أرجاء الجنوب، بعدما أثبت المحتل وجهه الخبيث وبيّن على حجم إرهابه ضد الجنوبيين، وبالتالي فإنّ هناك حاجة ماسة للدفع نحو التخلّص من الوجه الغاشم لهذا الفصيل الإرهابي.
ويمكن أن يبني المجلس الانتقالي على تفاقم هذه الاعتداءات والجرائم عملًا على إزاحة النفوذ الإخواني من الجنوب بشكل كامل، وأن يتولى الجنوب عبر أجهزته الأمنية وقواته المسلحة وكفاءاته الإدارية مسؤولية إدارة الجنوب بشكل كامل وعلى مختلف الأصعدة.