حرائق المخازن.. نفطٌ تحرقه نيران الإهمال الحوثية

الثلاثاء 16 مارس 2021 13:32:15
testus -US

فيما دأبت المليشيات الحوثية على صناعة أسواق سوداء للنفط فإنّ هذا الإجرام سرعان ما يتحول إلى نيران شاملة بالنظر إلى حجم الحرائق التي تلتهم كميات ضخمة من هذه المشتقات التي يساهم "تغييبها" في صناعة أزمات معيشية مرعبة على السكان.

ففي حادثة جديدة، اندلع حريق هائل خلال الساعات الماضية، في مخزن مشتقات نفطية بمنطقة شميلة جنوبي مدينة صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية.

وغطّت سحب الدخان السوداء سماء المنطقة، وسط استمرار الحرائق المروعة بمناطق سيطرة المليشيا المدعومة من إيران، التي دأبت على افتعال أزمة مشتقات نفطية، بتكديسها في الأسواق السوداء ومخازن الشركات العاملة بمجال الكهرباء.

تُضاف هذه الحادثة إلى سلسلة طويلة من الحوادث الشبيهة التي تخلّلتها اندلاع نيران كثيفة من جرّاء التمادي الحوثي في تخزين المشتقات النفطية وذلك من أجل إغراقها في السوق السوداء، وبالتالي محاصرة السكان بين هذا الإنقاص المتعمّد أو الأسعار المرتفعة.

بوجه عام، اعتادت المليشيات الحوثية على صناعة الأزمات النفطية في وجه السكان، إدراكًا منها لدور مثل هذه الأزمات في تكبيد السكان أثمانا فادحة من المعاناة الإنسانية، استنادًا إلى ارتباط المشتقات النفطية بقطاعات الحياة الضرورية.

المثير للسخرية أنّ المليشيات الحوثية وهي تستخدم تصنع مثل هذه الأزمات والأعباء، فهي تعمل على استخدام هذه الورقة بشكل متعمد في المزايدة السياسية والإعلامية بالوضع الإنساني، والتحايل على آلية دخول المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة.

ومن المؤكّد أنّ الإجرام الحوثي في هذا الصدد يبرهن على مدى وحشية المليشيات وكيفية إصرارها على صناعة الأعباء المعيشية بشكل كبير، ومحاصرة السكان بين هذه الأعباء، وبالتالي العمل على تعقيد الأوضاع الإنسانية بشكل كبير.