الإدانة الأمريكية للهجمات الحوثية على السعودية.. ما الذي ينقصها؟

الثلاثاء 16 مارس 2021 20:05:00
testus -US

يبدو أنّ الولايات المتحدة الأمريكية تصر على الفلسفة التي تدر عليها الكثير من الانتقادات فيما يتعلق بالتعاطي مع الإرهاب الخبيث الذي تشنه المليشيات الحوثية الإرهابية.

فمنذ قدوم "الديمقراطي" جو بايدن حاكمًا للبيت الأبيض، أظهرت الولايات المتحدة قدرًا كبيرًا من التراخي في مواجهة الإرهاب الخبيث الذي تمارسه المليشيات الحوثية الإرهابية وتهديداتها التي تطال المنطقة.

التراخي الأمريكي في مواجهة الإرهاب الحوثي يمكن القول إنّه ينذر بأن تخسر الولايات المتحدة الإرهابية حلفاء مهمين في المنطقة، مثل السعودية التي يتوجّب أن تعمل واشنطن على حفظ علاقاتها معها بشكل كبير، في ظل التهديدات التي تحاصر المنطقة على أصعدة مختلفة.

ومع كل هجوم يشنه الحوثيون ضد السعودية، تحاول الولايات المتحدة على ما يبدو مسك العصا من المنتصف، في محاولة للمحافظة على علاقاتها مع المملكة لكنّها تجازف بهذه العلاقات بالنظر للسياسة التي تتبعها مع الحوثيون على الأرض.

حدث هذا الأمر خلال الساعات الماضية، وذلك عندما أعلن التحالف العربي، سقوط صاروخين أطلقتهما المليشيات الحوثية الإجرامية من صعدة تجاه خميس أمشيط جنوب المملكة.

الهجوم الحوثي تعاطت معه الولايات المتحدة عبر بيان إدانة أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية التي أكّدت أن هجمات المليشيات تجاه المملكة العربية السعودية لاستهداف المدنيين غير مقبولة.

الخارجية الأمريكية دعت في بيان لها، المليشيات الحوثية المدعومة من إيران إلى الجلوس على طاولة المفاوضات.

صحيحٌ أنّ البيان الأمريكي يتضمّن إدانة واضحة وصريحة للإرهاب الحوثي الموجّه ضد السعودية، لكن دبلوماسية البيانات على هذا النحو يمكن القول إنّها قد تجاوزها الزمن بشكل كبير.

ما يبرهن على ذلك هو أنّ المليشيات الحوثية أفشلت على مدار الفترات الماضية كافة الجهود التي رمت بشكل مباشر إلى إحداث حلحلة سياسية على الأرض، وأجهضت كافة المحاولات نحو إخماد لهيب الحرب التي طال أمدها.

استنادًا إلى ذلك، فإنّ السياسة الحالية التي تتبعها الولايات المتحدة ليس لها أي جدوى، ليس فقط فيما يتعلق بأنّها تفسِح المجال أمام تمادي الإرهاب الحوثي بشكل كبير، لكنّ الأمر يشمل أيضًا أنّ واشنطن تجازف بعلاقاتها مع شركائها في المنطقة، وبالتالي تهديد مصالحها الاستراتيجية.

في المقابل، فإنّ الولايات المتحدة باعتبارها على رأس القوى الدولية، مطالبة بالعمل على محاصرة الحوثيين عبر اتخاذ كافة الإجراءات والتحركات التي تساهم بشكل رئيسي ومباشر في إخماد لهيب الحرب.