التنازلات الأممية للمليشيات الحوثية.. حلقة جديدة من سلسلة الخذلان

الأربعاء 17 مارس 2021 11:04:34
testus -US

من جديد، عاد الحديث عن العلاقات سيئة السمعة التي تقوم على دعمٍ خبيث تُقدّمه الأمم المتحدة للمليشيات الحوثية، بما يُمكّن "الأخيرة" من إطالة أمد الحرب بشكل كبير، وهي ترى موقفًا دوليًّا يقوم على ممارسة ما يمكن اعتباره قدرًا من التخاذل.

ففي هذا الإطار، تكشف معلومات صحفية عن إعداد المبعوثين الأممي والأمريكي لليمن حزمة تنازلات جديدة لمليشيا الحوثي الإرهابية.

التقارير تقول إنّ هناك توجهًا من قِبل الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأمريكية إلى عرض تنازلات على المليشيات الحوثية المدعومة من إيران في محاولة لجرها نحو طاولة المفاوضات.

وتطرّق مضمون الاتصال الهاتفي بين المبعوث الأممي مارتن جريفيث ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وفق صحيفة العرب اللندنية، إلى فتح مطار صنعاء وتخفيف القيود على الموانئ.

يأتي هذا فيما اعتبرت مصادر سياسية أنّ حزمة التنازلات محاولة دولية لاسترضاء المليشيات الحوثية.

تكشف هذه المعلومات عن بوادر تحركات يُقدِم عليها المجتمع الدولي تحمل قدرًا من العبث فيما يخص العلاقات التي تجمع المنظمة الدولية بالمليشيات الحوثية المدعومة من إيران.

وهناك الكثير من الوقائع التي برهنت على خبث نوايا الحوثيين في هذا الإطار، بينها تقديم منظمة "أطباء بلا حدود" الدولية 27 طنًا من المساعدات الطبية لوزارة الصحة الخاضعة لمليشيا الحوثي، في وقت قامت فيه المليشيات الحوثية ببيع هذه المساعدات الطبية.

على هذا النحو أيضًا، قامت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة بتسليم العشرات من سيارات الإسعاف ذات الدفع الرباعي إلى وزارة الصحة في حكومة مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، في صنعاء، وقد ذهبت هذه السيارات جميعها إلى الجبهات، ولم يتم توزيعها على المستشفيات.

وتمثّل أحد أشهر هذا الدعم أيضًا في تقديم الأمم المتحدة عبر برنامجها الإنمائي "UNDP"، بمنحة دعم لمليشيا الحوثي في مدينة الحديدة، مكونة من 20 سيارة ذات دفع رباعي، تحت ذريعة استخدامها في نزع الألغام.

وأثارت المنحة المقدمة من قبل الأمم المتحدة استياءً واسع النطاق، باعتبار أنّ ذلك يمثل دعمًا مباشرًا من الأمم المتحدة للحوثيين، الذين أقدموا على زرع كميات كبيرة من الألغام.

فضلًا عن كل هذا الدعم العيني والمباشر، فهناك صنوف من الدعم السياسي حظي به الحوثيون من المجتمع الدولي وتمثّل ذلك بشكل واضح في إتباع الأمم المتحدة سياسة رخوة للغاية في التعاطي مع ما تمارسه المليشيات الحوثية الإرهابية من إجرام وعدوان على الأرض.

يشير كل ذلك إلى أنّ هناك سياسة عبثية يتبعها المجتمع الدولي في إطار التعامل مع الحوثيين، وبات لزامًا العمل على اتخاذ إجراءات تغيّر من منحى هذا السلوك الدولي فيما يخص ضرورة العمل على وقف الإرهاب الغادر الذي يمارسه الحوثيون على الأرض.