تعاطي الانتقالي مع حراك الغضب.. الجنوب نحو التحرّر
تأييد سياسي شديد الأهمية صدر عن القيادة الجنوبية المتمثلة في المجلس الانتقالي، فيما يتعلق بتطورات موجة الغضب التي يعبّر عنها الشعب الجنوبي في ظل تعرّضه لاستهداف معيشي خانق من قِبل نظام الشرعية المخترق إخوانيًّا.
تظاهرات الجنوب الغاضبة التي اتسع نطاقها بين لحج وأبين وحضرموت والأهم في العاصمة عدن، تعاطى معها المجلس الانتقالي بشكل فعال، في إطار دعم هذا المسار السلمي بما يحقّق تطلعات الشعب الجنوبي.
ففي هذا الإطار، بحثت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي في اجتماع استثنائي تطورات المشهد ، بعموم محافظات الجنوب، وقد شدد الاجتماع برئاسة الدكتور ناصر الخُبجي القائم بأعمال رئيس المجلس، ومشاركة أحمد حامد لملس، أمين عام المجلس ومحافظ العاصمة عدن، على دعم المجلس للمطالب الشعبية السلمية.
وخلال الاجتماع، دعا المجلس الانتقالي منظمي الفعاليات الاحتجاجية إلى التنسيق الكامل مع مختلف الجهات منعًا لانحراف مسارات العمل السلمي، معلنًا اتخاذ الهيئة عددًا من التدابير والإجراءات الأمنية لمواجهة أي تخريب أو فوضى.
كما عبّر "الانتقالي" عن موقفه الثابت من انتزاع حقوق شعب الجنوب، وتطبيق اتفاق الرياض وصولًا للحل النهائي، استجابة لتطلعات الجنوبيين، عبر عملية سلام شاملة ترعاها الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن حل قضية الجنوب مفتاح السلام والاستقرار والأمن في المنطقة العربية وخليج عدن.
وحثّ على الوقوف مع حكومة المناصفة لكشف الفاسدين وملاحقة المتورطين في نهب المال العام وإنهاء المعاناة الشعبية بتوفير الرواتب، والوفاء بالخدمات ومعالجة الاختلالات في عمل البنك المركزي.
بيان المجلس الانتقالي يحمل دلالة واضحة وهي أنّ القيادة الجنوبية منخرطة مع شعبها في رحلة تحقيق تطلعاتهم، وذلك بعدما تفاقمت الأزمات المعيشية على مدار الفترات الماضية، ضمن المؤامرة الخبيثة التي ينفّذها حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي مستغلًا قبضته الغاشمة على الجنوب إداريًّا.
من هذا المنطلق، فإنّ هناك حاجة ماسة لاستغلال هذا الحراك الجماهيري بما يساهم في تحقيق المزيد من المكاسب للقضية الجنوبية، وأن يتم توظيف هذه المطالب في إطار العمل على تمكين الجنوبيين من إدارة مؤسساتهم بشكل كامل، وصولًا إلى تحقيق الحلم الأكبر المتمثل في استعادة الدولة وفك الارتباط.
ومن المهم أيضًا في هذا الإطار أنّ المجلس الانتقالي وهو يدفع نحو تحقيق هذه الغايات فهو يؤكّد على انتهاج السلمية وذلك حتى لا يتم تعكير صفو هذا الحراك بأي نواقص، تقلّل من المكاسب التي يحقّقها الجنوبيون من خلال هذه الفعاليات.
دبلوماسيًّا، يُنتظر من المجلس الانتقالي أن يكثّف من جهوده السياسية الرامية إلى العمل على توصيل صوت الجنوبيين للمجتمع الدولي بشكل كامل، بما يدفع نحو إعطاء قضية الجنوب المزيد من الزخم وبالتالي منحها أبعادًا إقليمية ودولية أكثر قوة.