همس اليراع

ماذا يجري في عدن؟؟!!

د. عيدروس النقيب

ما تشهده عدن هذه الأيام ومنها ما جرى في مدينة كريتر يمكن تلخيصه في النقاط التالية:

١. إن مطالب المواطنين الجنوبيين في كل المحافظات وفي عدن مركز الجنوب الإداري والاقتصادي والسياسي ليست وليدة اليوم بل تمتد إلى عقود، وجاءت دعوة الهيئة العسكرية الجنوبية للمسيرة الاحتجاجية، بغرض إيصال رسالة المحتجين إلى الحكومة، بعد مرور شهرين ونصف على تكليفها دون إنجاز اي مهمة من مهماتها.

٢. ما لفت النظر أن قوات الحماية الرئاسية تركت الأبواب على مصاريعها وغابت عن المشهد ولم تسأل المحتجين حتى عما يريدون وما هي مطالبهم ومن ثم الاتفاق معهم على طريقة لإيصال هذه المطالب إلى الحكومة التي يفترض أنها (أي قوات الحماية) مكلفة بحمايتها.


٣. وككل فعالية جماهيرية مفتوحة لم يستبعد المنظمون دخول بعض الفوضويين والعابثين المكلفين بتخريب وتشويه الفعالية، بوعي او بدون وعي، ولذلك اتخذت الهيئة العسكرية إجراءات فورية للحيلولة دون حصول اية فوضى، وحلت محل الحماية الرئاسية التي لم تقم بأي واجب من واجباتها كما ابلغني مصدر مطلع وموثوق، ومما قامت به الهيئة العسكرية:

أ.حماية منطقة المعاشيق بكل منشآتها وعدم السماح بتعرضها لأي عبث.

ب. تأمين تنقل الوزراء ورئيس الوزراء ومعهم ممثلي التحالف الموجودين في منطقة المعاشيق.

ج. يجري الآن إعادة تطبيع الأوضاع ووضع الضمانات الإجرائية لعودة رئيس وأعضاء مجلس الوزراء لممارسة مهماتهم بصورة طبيعية.

وما ينبغي تأكيده بصدد فعالية اليوم في عدن وبقية الفعاليات السلمية في كل محافظات الجنوب هو:

1. إن مطالب المواطنين الجنوبيين هي مطالب مشروعة ومحاولة التلاعب او الاحتيال على تنفيذها إنما قد تدفع إلى المزيد من التصعيد، ومن حق المحتجين اختيار الوسيلة َوالأسلوب القانونيين المشروعين لشكل هذا التصعيد.

٢. لسنا في موقع الدفاع عن الحكومة، فهي ليست من الملائكة، ووجود وزراء لا يرغبون في رؤية الاستقرار والأمان والخدمات في عدن ومناطق الجنوب أمرٌ واردٌ، لكن على الجنوبيين ان يعلموا أن هناك من لا يريد للحكومة ان تنجح، لأن الهدف هو إسقاط اتفاق الرياض وليس فقط إفشال الحكومة كحكومة.

٣. وبناء عليه فإن رئيس الوزراء ووزراءه أمام خيارين: إما تحمل المسؤولية والشروع في معالجة المطالب الحقوقية والمدنية والخدمية التي يطرحها المحتجون، أو الاعتراف بالعجز ومن ثم الكشف عن أسباب فشل الحكومة في القيام بالتزاماتها، والإفصاح عما إذا كان هناك من يسعى لإفشالها، وبالتالي تقديم الاستقالة وترك رعاة اتفاق الرياض والموقعين عليه لاتخاذ التدابير المناسبة لهم.

وفي هذا السياق نقول للأشقاء في دول التحالف العربي : إننا نرفض التفسيرات والتصريحات والتحليلات التي يقول اصحابها إن التحالف العربي جاء لتدمير اليمن شمالا وجنوبا، وهي أقاويل صادرة عن أعدائكم بمن فيهم من المقيمين في عواصمكم، فلا تدفعوا الشعب اليمني والشعب الجنوبي على وجه الخصوص إلى تصديق تلك الأقاويل بعد أن عجزتم عن إجبار قادة الشرعية على تشغيل محطة كهرباء لعدن وتوفير مرتبات الناس المتوقفة منذ نحو عام.

وأخيرا نشير إلى أن الخطوة الوحيدة التي نفذت من اتفاق الرياض هي تشكيل الحكومة وتعيين محافظ ومدير امن عدن، وتبقى أكثر من ٩٠٪ من بنود الاتفاق لم تنفذ رغم مضى أكثر من ١٧ شهرا على توقيع الاتفاق الذي حدد ٩٠ يوما كمدى أقصى لتنفيذ آخر بند من بنوده.


مقالات الكاتب