تحذيرات المجاعة في اليمن.. البارود الذي يحرق الجميع
من جديد، عادت التحذيرات الأممية من تمادي أزمة المجاعة، كواحدة من أبشع الأزمات الإنسانية التي أحدثتها الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014.
ففي هذا الإطار، دعا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارك لوكوك، أطراف الصراع في اليمن لتخفيف العوائق والسماح بإيصال المساعدات.
وحث المسؤول الأممي في إحاطته أمام مجلس الأمن، جميع الأطراف بالعودة سريعًا إلى العملية السياسية، محذرًا من أن اليمن يتجه للمجاعة بسرعة هائلة.
يُضاف هذا التحذير إلى سلسلة طويلة من التحذيرات التي نبّهت إلى خطورة وضع المجاعة في اليمن، وكيفية تضرّر قطاعات عريضة من السكان في هذا الإطار.
وبشكل مباشر، أدّت الحرب الحوثية القائمة إلى تفشٍ مرعب للفقر، ودفعت ثلاثة أرباع السكان إلى تحت خط الفقر، وبالتالي تفاقمت أزمة المجاعة بشكل كبير حتى قاربت الأمور على الخروج عن السيطرة.
وتقول الأمم المتحدة إنّ الحرب الحوثية زجّت بـ71-78٪ من السكان - بحد أدنى 21 مليون شخص- تحت خط الفقر، كما تسبّبت الحرب الحوثية في توقف الأنشطة الاقتصادية على نطاق واسع، ما تسبب بنقصان حاد في فرص العمل والدخل لدى السكان في القطاعين الخاص والعام.
وتقول توثيقات أممية أخرى إنّ حوالي 20 مليون شخص يعيشون في ظل انعدام الأمن الغذائي ويكافحون لإطعام أنفسهم غير متأكدين من أين سيحصلون على وجبتهم التالية.
بالإضافة إلى ذلك، كما يعيش حوالى 10 ملايين شخص 70٪ منهم أطفال ونساء يعانون من انعدام شديد للأمن الغذائي أي على بعد خطوة من المجاعة.
يكشف كل ذلك عن حجم الخطر المروّع الذي يحاصر قطاعات عريضة من السكان من جرّاء تفشي أزمة الجوع بشكل واسع النطاق، وهو ما يستلزم ضرورة مواجهة عاجلة وفاعلة لكبح جماح هذا الإرهاب الغادر.