الزُبيدي يرسم ملامح خطة الجنوب في مواجهة إرهاب الشرعية
رسم الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، ملامح خطة الجنوب في التعامل مع إرهاب الشرعية الإخوانية الذي تصاعد خلال الأيام الماضية، ما يؤكد على أن الجنوب يمتلك أدوات عديدة سوف يستخدمها للدفاع عن الأرض والمقدرات الجنوبية كخطوة أولى نحو استعادة الدولة.
حديث الرئيس الزُبيدي خلال الاجتماع الاستثنائي لأعضاء الجمعية الوطنية في محافظات حضرموت وشبوة والمهرة، أمس السبت، يؤكد على أن هناك تواصلا مباشرا ما بين الحركة الشعبية الجنوبية في الشارع ضد ممارسات الاحتلال الإخواني وبين القيادة الجنوبية السياسية ممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، وبالتالي فإنه سيكون هناك تحركات دبلوماسية موازية لصرخة الغضب الجنوبية.
ملامح خطة الجنوب في التعامل مع إرهاب الشرعية تمثلت في دعم صمود أبناء الجنوب في وجه سياسات العقاب الجماعي التي تمارسها القوى المعادية، في مقابل استعداد المجلس الانتقالي الجنوبي عسكريا عبر القوات المسلحة الجنوبية لمواجهة أي تهديد عسكري يواجه الجنوب أو يحاول أن يعتدي على المواطنين السلميين.
حديث الرئيس الزُبيدي عن استعادة الوطن الجنوبي من خاطفيه يبرهن على أن تحرير الجنوب يشكل هدفا رئيسيا للانتقالي، وهناك إدراك بأن طريق استعادة الدولة سيمضي على أشواك عديدة على رأسها وجود المليشيات الإخوانية في عدد من المحافظات وبالتالي فإن المجلس يدعم استكمال تنفيذ بنود اتفاق الرياض على الجانب العسكري بما يضمن انسحاب هؤلاء، وقد يكون هناك خيارات أخرى عسكرية، لم يأت الاتفاق ثماره أو لم يجر استكماله على النحو الذي يضمن استعادة الدولة.
وأكد الزُبيدي في حديثه أن المجلس يحمل رايته للمضي نحو استعادة وبناء دولة الجنوب المستقلة، لافتًا إلى بذل المجلس الكثير من الجهود في الداخل والخارج، لإيصال مطالب وتطلعات شعب الجنوب إلى كافة مراكز صنع القرار إقليميًا ودوليًا.
ونبه إلى تجاوز المجلس حاجز العزلة القسرية المفروضة على الشعب منذ الاجتياح العسكري للجنوب في العام 1994م، مشيرا إلى أن المجلس يضع متطلبات واحتياجات الشعب من أمن واستقرار وحرية وكرامة وخدمات ورواتب وعيش كريم، وتعزيز تماسك نسيجه الاجتماعي، في صدارة اهتماماته ومحور قراراته.
ودعا حكومة المناصفة إلى الاضطلاع بدورها ورفع المعاناة عن شعب الجنوب، ومعالجة الأوضاع الاقتصادية، ورفع الرواتب لتحقيق التوازن مع تدهور سعر صرف العملة، مطالبًا بتوفير الخدمات، ومعالجة قضايا المبعدين قسريًا والمتقاعدين الجنوبيين، وتفعيل دور المؤسسات، وإصلاح وتطوير أداء منظومة العمل، مشيرا إلى أن الدعوة لدول التحالف العربي والدول الراعية للعملية السياسية.
وجدد دعوته لاستئناف واستكمال تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الرياض، ومواجهة بؤر الفوضى، وردع القوى التخريبية المعرقلة لبنود الاتفاق، محذرًا من أنها تمارس سلطاتها بانفصال عن سلطة الحكومة في العاصمة عدن، وترفض نقل وحداتها من شبوة ووادي حضرموت والمهرة إلى الجبهات مع مليشيا الحوثي الإرهابية.
ومن جانبه علق المحلل السياسي السعودي خالد الزعتر، اليوم، على حديث رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الرئيس عيدروس الزُبيدي عن الأطراف التي ترفض نقل القوات المتواجدة في شبوة ووادي حضرموت والمهرة إلى الجبهات للتصدي لمليشيات الحوثي الإرهابية، مؤكدًا أن تلك الأطراف تحاول إجهاض اتفاق الرياض.
وقال في تغريدة عبر "تويتر": "الأطراف التي تحدث عنها عيدروس الزُبيدي والتي ترفض نقل القوات العسكرية الموجودة في شبوة ووادي حضرموت والمهرة إلى جبهات التصدي لمليشيا الحوثي هي بلا شك تحاول إجهاض اتفاق الرياض وإجهاض توحيد الصف في مواجهة الإرهاب الحوثي".
فيما أشاد يحيى غالب الناشط السياسي، بخطاب القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، مؤكدًا أنه حمل رسالة كاشفة وحاسمة حول أهداف الانتقالي في استقلال الجنوب، موضحًا أن هناك ملمحًا آخر ظهر في حديث الرئيس، وهو متطلبات واحتياجات الشعب من أمن واستقرار وحرية وكرامة.
وكتب "غالب" تغريدة عبر تويتر، رصدها "المشهد العربي": "خطاب الرئيس عيدروس الزُبيدي سياسي بامتياز ويدل على المتابعة الحثيثة لهموم الشعب معيشيا وخدميا وسياسيا". وأضاف: "تطرق لدور الانتقالي منذ تأسيسه وتحمله هم الشعب"، وتابع: "خاطب الشعب الذي يعتبر عيدروس رمزيته وقدوته وقائده بظرف استثنائي، وكان الشعب بحاجة ماسة لهذا الخطاب الشامل لكل أوضاع المرحلة".