تعزيز الأمن في سقطرى يدفع الإخوان لشن حروب النفط
استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي أن يسد الثغرات التي من الممكن أن ينفذ من خلالها تنظيم الإخوان مرة أخرى إلى أرخبيل سقطرى وذلك عبر إجراءات أمنية محكمة أثبتت قدرتها على التعامل مع محاولات الاختراق، وهو ما دفع التنظيم الإرهابي للجوء إلى شن حرب النفط ضد أبناء المحافظة من خلال رجل الأعمال والتاجر الإخواني الفاسد المدعو أحمد صالح العيسي، والذي أقدم على رفع أسعار المشتقات النفطية في الأرخبيل.
هناك العديد من الآليات والأدوات التي يمتلكها الانتقالي للتعامل مع مثل هذا الموقف، إذ أن رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بسقطرى، كان قد أصدر قرارًا بإلزام المدعو العيسي ببيع لتر الديزل والبترول بسعر 350 ريالًا، وفي حال عدم التزامه فسيكون هناك خطوات عقابية لردعه، لإرغامه على تراجعه عن قرار زيادة الأسعار كما حدث من قبل.
كما أن دولة الإمارات العربية المتحدة لا تتردد في تقديم المساعدات النفطية للمواطنين كلما أقدم المدعو العيسي على مثل هذه الألاعيب وهو ما يؤدي في النهاية لاستقرار سوق النفط وعدم السماح بتفاقم الأزمة، وبالتالي فإن رجل الأعمال الإخواني الذي يتاجر في النفط تحت سمع وبصر ودعم الشرعية الإخوانية يجد نفسه مرغما على التراجع عن قراره.
لجوء مليشيات الإخوان إلى حروب النفط يبرهن على أنها لا تمتلك أدوات في مواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي بعد أن لفظها أبناء المجلس واستطاع الانتقالي أن يؤمن الأرخبيل ويعيده إلى حالة الهدوء المعروفة عنه، في وقت تقوم فيه دولة الإمارات العربية المتحدة بجهود تنموية وإنسانية فاعلة استطاعت أن تنتشل الأرخبيل من مستنقع الإخوان.
وناقش اجتماع لقادة الوحدات الأمنية ومدراء المراكز والأقسام الأمنية في أرخبيل سقطرى، اليوم الأحد، سبل تعزيز الإجراءات الأمنية بالمنافذ والنقاط الأمنية، وبحث الاجتماع الذي ترأسه نائب مدير عام شرطة المحافظة العقيد ركن محمد عبدالله علي بن حزوم، تكثيف دور التحريات ومتابعة المطلوبين أمنيًا؛ لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية بحقهم.
ووقف الاجتماع الذي حضره، أركان حرب قوات الحزام الأمني العقيد ركن علي محمد الدكسمي، وقائد قوات الأمن الخاصة العقيد ركن محمد مرشد، ومدير عام شرطة السير بالمحافظة المقدم مبارك سليمان بن قبلان، أمام تقييم العمل الأمني خلال العام الحالي 2021.
وشدد العقيد ركن محمد عبدالله بن حزوم، على ضرورة بذل المزيد من الجهود في إطار تعزيز دور المؤسسات الأمنية بالمحافظة؛ للقيام بواجبها على أكمل وجه، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية ومعها القوات العسكرية والإدارة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بالمحافظة، لن تتوانى في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار، والحفاظ على السكينة التي تنعم بها المحافظة.
أولى المجلس الانتقالي اهتماما متزايدا بالتدريبات العسكرية للقوات في محافظة أرخبيل سقطرى، وهو ما يمثل إدراكا لحجم التحديات التي تجابهه، في ظل استمرار عويل تنظيم الإخوان الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة لاستعادة نفوذه وسيطرته مجددا وتحقيق أهداف قوية إقليمية معادية تسعى لاتخاذ الأرخبيل كقاعدة انطلاق لدعم إرهابها في الجنوب.
وخلال الأسبوع الماضي، واصلت قيادة اللواء الأول مشاة بحري بمحافظة سقطرى، تعزيز كفاءة مقاتليها في كتيبتي الشرطة العسكرية والطوارئ، بتدريبات على الأسلحة المتوسطة بالذخيرة الحية في تدريبات الرماية بالسلاح المتوسط.
هذه الاستعدادات القوية دفعت الشرعية الإخوانية لتحريك المدعو العيسي، إذ فوجئ مواطنون برفع المحطة التابعة للمدعو العيسي، الحاصل على حق توريد المشتقات النفطية للأرخبيل والتي وصل إليها بعلاقته بالسلطة المحلية السابقة، سعر مادتي البترول والديزل من 7 آلاف ريال للدبة سعة 20 لتر إلى 10 آلاف ريال، وشددوا على أن المحطة تُبرر رفع الأسعار بارتفاع أسعار الصرف، رغم أن الكميات التي توجد بداخلها موجودة منذ فترة، ولم يتم توريد كميات جديدة خلال الفترة الأخيرة.